Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 111-113)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قُبُلاً : مواجهة ومعاينة ، وبعضهم قال : قبلا جمع قبيل ، يعني قبيلا قبيلا . الشيطان : المتمرد العاتي من الجن والانس . يوحي : يعلم بطريق خفي . الزخرف : الزينة ، وكل ما يَصْرِف السامع عن الحقائق الى الأوهام . الغرور : الخداع بالباطل . تصغى : تميل الفعل الماضي صَغِي يصغى . اقترف الذنب : ارتكبه ، واقترف المال اكتسبه . العدو : ضد الصديق ، يطلق على الجمع والمفرد . بعد ان بين سبحانه في الآيات السابقة ان مقترحي الآيات الكونية أقسموا بالله لو جاءتهم آية ليؤمنن بها ، وان المؤمنين ودُّوا لو أجيبَ اقتراحهم ، وبيّن المخادعة في ذلك الاقترح - فصّل هنا ما أجملَه في قوله { وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ } فقال : { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ … } الآية . وهذه الآيةُ متعلقة بما كان يقترحه مشركو العرب على الرسول من الخوارق فيكون المعنى : ان اولئك الذين أقسموا ان يمؤمنوا اذا جاءتهم أيةٌ قومٌ كاذبون . فحتى لو نَزّلنا إليهم الملائكة يرونهم رأي العين ، وكلّمهم الموتى بعد إحيائهم واخراجهم من قبورهم ، وجمعنا لهم كل شيء مواجهةً وعياناً - لظلّوا على كُفْرهم ، ما لم يشأ الله تعالى أن يؤمنوا . إن اكثر هؤلاء المشركين يا محمد يجهلون الحق ، قد امتلأت قلوبهم بالحقد والعناد . قراءت قرأ نافع وابن عامر " قِبَلاً " بكسر القاف وفتح الباء ، والباقون " قبلا " بالضم . قال ابن عباس : كان المستهزئون بالقرآن خمسة : الوليد بن المغيرة المخزومي ، والعاصي ابن وائل السهمي ، والأسودَ بن يغوث الزُّهري ، والأَسود بن المطلب ، والحارث بن حنظلة : أتوا رسول الله في رهط من أهل مكة وقالوا : أرِنا الملائكة يشهدوا بأنك رسول الله ، او ابعثْ بعض موتانا حتى نسألهم : أحقُّ ما تقول أم باطل ؟ او ائتنا بالله والملائكة قبيلا . فالآية ترد عليهم باطَلهم وتعنتهم . { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ … } . ومثلما أن هؤلاء عادَوك يا محمد وعاندوك رغم أنك تريد هدايتهم فقد واجه كل نبي جاء قبلك أعداء مثلهم . وكانوا من الإنس والجن ، يوسوس بعضهم لبعض بكلام مزخرف لا حقيقة فيه ، فيشحنونهم بالغرور والباطل . وكانوا يفعلون ذلك بطرق خفيّة لا يفطن الى باطلها إلا قليل . ولو شاء الله ما فعلوه ، لكن ذلك كله بتقدير الله ومشيئته ، لتمحيص قلوب المؤمنين . فاترك يا محمد الضالين وما يفترون من كذب ، وامضِ لشأنك ، فالنصرُ لك آخر الأمر . { وَلِتَصْغَىۤ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } . ان قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة لَتستمع الى ذلك الخداع والقول المموَّه بالباطل فهؤلاء يحصُرون همَّهم كلّه في الدنيا ، ويعتقدون أن الحياة هي الدنيا فقط ، وينالون أبتاع النبي بالأذى . { وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } . يعني : تميل افئدة المشركين الى الباطل وترضاه وتخضع للشياطين ، ومعجبين بزخرفهم الباطل ، فليرتكبوا من هذه الدسائس ما هم مرتكبون فانهم لن يضروك بشيء .