Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 124-124)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الصَّغار : الذل والهوان . يبين الله تعالى هنا تعنُّت المشركين وعنادَهم وحسدهم للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول : إن هؤلاء الكبارَ من المجرمين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من علم ونبوة وهداية ، فإذا جاءتهم حجّةٌ قاطعة تتضمن صدقَ الرسول الكريم لا يذعنون لها . بل يقولون : لن نؤمن بها حتى ينزل علينا الوحيُ كما ينزِلُ على الرسل . هكذا قال الوليد بن المغيرة : لو كانت النبوة حقاً لكنتُ أَولى بها من محمد ، فأنا أكبر منه سنّاً ، واكثر منه مالاً وولدا . وقال ابو جهل : والله لا نرضى به ولا نتّبعه أبدا ، الا ان يأتينا وحي كما يأتيه . وقد رد الله عليهم جهالتهم وبين لهم خطأهم بقوله : { ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } . فالله تعالى وحده هو الذين يعلم من يستحق الرسالة ، وهي فضلٌ من الله يمنحه من يشاء ، لا ينالها أحد يكسْب ، ولا يتّصل إليها بسببٍ ولا نسب وهي أمرٌ لا يورث حتى ينتقل من والد الى ولد ، ولا فضل لقرابة او اشتراك في الدم . وقد جعلها سبحانه حيث عَلِم ، واختار لها اكرم خلقه وأخلصهم ، محمدا خير الخلق وخاتم النبيين . ثم أوعد الله المكابرين وبين سوء عاقبتهم لعدم استعدادهم للإيمان فقال : { سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ } . اذا كان هؤلاء يطلبون الرياسة بهذا العناد ، فسينالهم الصغار والذل في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة ، جزاء مكرهم وتدبيرهم السيء . وقد عذّب الله أكبر مجرمي مكة الذين تصدَّوا لإيذاء النبي عليه الصلاة والسلام ، فقُتل منهم من قتل في بدر ، ولحق الصغارُ والهوانُ بالباقين ، وسينالهم العذاب الشديد في الآخرة ، والعاقبة للمتقين . قراءات : قرأ ابن كثير وحفص ( رسالته ) ، والباقون ( رسالاته ) بالجمع .