Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 17-33)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بلوناهم : اختبرناهم ، امتحناهم . الجنة : البستان . ليصرمنّها : ليقطفنّ ثمارها . مصبحين : وقت الصباح . ولا يستثنون : ولا يقولون : ان شاء الله . طائفٌ من ربك : عذاب من الله ، فقد أرسل عليها صاعقة من السماء فأحرقها . كالصّريم : كالليل المظلم . فتنادَوا : فنادى بعضهم بعضا . ان اغدوا : اخرجوا غدوة مبكّرين . حَرْثكم : زرعكم . صارمين : قاطعين الثمار . يتخافتون : يتحدثون بصوت ضعيف ، همساً حتى يسمعهم أحد . على حَرْد : على المنع ، اي يمنعون كل احد . محرومون : حرمنا خير جنتنا بجنايتنا على انفسنا . قال اوسطهم : أفضلهم رأيا . لولا تسبّحون : ليتكُم تذكرون الله وتشكرونه على ما انعم عليكم . يتلاومون : يلوم بعضهم بعضا على اصرارهم على منع المساكين . يا ويلنا : دعاء على انفسهم بالهلاك . طاغين : متجاوزين حدود الله . إنا امتحنّا كفارَ قريشٍ بأن أغدقنا عليهم النِعَم والأمن لنعلمَ : أيشكرون هذه النعم ام يكفرونها ، كما اختبرنا اصحابَ الجنّة التي يعرفون قصتها . فقد كان لرجلٍ بستانٌ كبير فيه من شتى أنواع الفاكهة ، وكان هذا الرجل يتصدَّق منه ويعطي الفقراءَ والمساكين والمحتاجين . فلما تُوفي قال أولادُه : لو أعطينا الفقراءَ والمساكين من بستاننا هذا لما بقيَ لنا شيء . فاتفقوا ان يذهبوا الى جنّتهم صباحاً مبكّرين ، وأقسموا بان لا يدخلنّها عليهم مسكين . فأرسل الله عليها آفة أحرقتْها وهم نائمون لا يدرون ماذا جرى لها . فأصبحت جنتهم سوداء خاوية . فلما أصبحوا نادى بعضُهم بعضا ليذهبوا إليها ويقطفوا ثمارها . وانطلقوا خِلسة وهم يتهامسون حتى لا يسمع بهم أحدٌ من المحتاجين فيلحقَهم . وغدَوا إليها في حماسة وهم يظنّون أنهم قادرون على تنفيذ ما خطّطوا له { وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ } . ولكنّهم فوجئوا عندما رأوها سوداء محترقة خاوية من الثمار فقالوا : { إِنَّا لَضَآلُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } … لقد سَلَبَنا اللهُ ما رزقَنا . فقال لهم { أَوْسَطُهُمْ } أي أعدلُهم وأرجحهم عقلا : أَلم أقل لكم هلاَّ تسبِّحون اللهَ وتشكرونه على ما أَولاكم من النعم ، فتؤدوا حقَّ المساكين والمحتاجين ! وبعد ان سمعوا ما قال أخوهم وثابوا الى رُشدِهم اعترفوا بذنوبهم و { قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } ، وندموا على ما عمِلوا . ثم بعد ذلك ألقى كل واحدٍ منهم تَبِعَة ما وقع على الآخر كما قال تعالى : { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ } ثم نادَوا على أنفسِهم بالويل والثبور ، واعترفوا بذنبهم ، ورجعوا الى الله ، وتابوا ، وسألوه ان يعوّضهم خيراً من جنتهم { عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ } لعلّه يعطينا خيراً من جنّتنا بتوبتنا ، ويكفّر عنا سيئاتنا . { كَذَلِكَ ٱلْعَذَابُ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } هكذا كان عذابُ من خالف أمرَ الله وبَخِل بما آتاه وأنعم عليه ، وذلك في الدنيا ، أما عذابُ الآخرة فهو أشدّ وأعظم ، لو كان قومكَ أيها الرسول يعلمون ذلك .