Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 11-18)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الخلق : التقدير خلق الله الخلق : أوجدهم من العدم . الهبوط : الانحدار اهبط منها : اخرج منها ، كأنه انحدر من اعلى الى اسفل التكبر : الاستعلاء وتقدير الانسان نفسَه اكثر من اللازم الصغار : الذلة أنظرني أجّلني وأخّرجني أغوتني : حكمت عليَّ بالغواية وهي الضلال مذءوماً : مذموماً معيبا مدحورا : مطرودا . بعد ان ذكّر الله عباده في الآية السابقة بنعمة عليهم - بيّن هنا ان الله خلق النوع الانساني مستعدّاً للكمال ، لكنه قد تَعرِض له وسوسة من الشيطان تحُول بينه وبين هذا الكمال الذي يبتغيه . الخطابُ لبني آدم جميعا … لقد خلقنا مادة هذا النوع الانساني ، وقدّرنا إيجاده ، ثم صوّرناه على هذه الصورة الجميلة ، ثم قلنا للملائكة اسجُدوا لآدمَ سجود تعظيم ، فأطاعوا أمرنا وسجدوا له الا إبليس . لقد أبى واستكبر ، وامتنع عن السجود ولما قال له الله تعالى منكراً عليه عصيانه : ما منعك من امتثال أمري ، فرفضت ان تسجد لآدم مع الساجدين ؟ اجاب ابليس في عنادٍ وكبر : أنا خيرٌ من آدم ، لأنك خلقتَني من نار ، وخلقتَه من طين . والنارُ أشرفُ من الطين . فجزاه الله على عناده وكيده بطرِده من دار كرامته ، وقال له : اهبط منها بعد ان كنتَ في منزلة عالية . { فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا } . اي ليس ينبغي لك ان تتكبر في هذا المكان المعَدَّ للكرامة والتعظيم ، ثم تعصي ربك فيه { فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّاغِرِينَ } اي المحكوم بالذلة والهوان . قال ابليس لله : " قال أنظِرْني إلى يوم يُبعثون " أي أمهلْني الى يوم القيامة ، فأجابه الله تعالى بقوله : { إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ } اي اني أجبتُك إلى ما طلبتَ ، لما في ذلك من الحكمة التي انا بها عليم . { قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } اي أنني بسبب حكمك عليَّ بالغواية والضلال ، أُقسم ان أقعد لأبناء آدم هذا على صراطك المستقيم ، كي اصرفَهم عنه مُتّخِذاً في ذلك كل وسلة ممكنة . { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ } أي من كل جهة أستطيعها ، ملمساً كل غفلة او ضعف فيهم . حتى لا يكون اكثرُهم مؤمنين . { وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } لنعمك عليهم . فزاده الله نِكايةً وقال له : اخرُج من دار كرامتي مذموما بِكِبرك وعصيانك وهالكاً مطرودا من الجنة . وأٌقسِم أن من تَبِعك من بني آدم لَيكَونن في جهنَّم معك . روى احمد وابو داود والنسائي من حديث ابن عمر قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعُ هؤلاء الدعوات : " اللهم اخفظني من بين يَديّ ومن خَلْفي ، وعن يَمين وعن شِمالي ومِن فوقي ، وأعوذُ بك ان أُغتال من تحتي " .