Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 37-39)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
في هذه الآيات يصوّر الله تعالى حال الكفار : أولاً : عند احتضارهم يوم الموت ، فيقول : إن من اشدِّ الناس ظُلماً أولئك الّذي يفترون على الله الكذب أو يكذّبون بآيات الله . كيف تأتيهم رسُل الله لقبض أرواحهم ! . ثم يأتي المشهد الثاني يوم القيامة حيث يدخلون جهنم . كيف يلعن بعضهم بعضاً عندما يتقابلون ، وكيف يطلبون لبعضهم العذاب المضاعف ! قراءات : قرأ الجمهور : " لا تعلمون " بالتاء ، وقرأ ابو بكر عن عاصم : " لا يعلمون " بالياء . { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً … } . لا أحدَ أظلمُ من الذين يفترون الكذبَ على الله ، بنسبة الشريك والولد إليه ، وادّعاء التحليل والتحريم من غير حُجة ، او يكذّبون بآيات الله المُوحى بها في كتبه أولئك ينالون في الدنيا نصيباً مما قُدّر لهم من الرزق والحياة ، حتى اذا جاءهم ملائكة الموت ، قال لهم الملائكةُ موبخين إياهم : أين الشركاءُ الّذين كنتم تعبُدون في الدنيا من دون الله ! دعوهم يدرأون عنكم الموت ؟ فيقولون : لقد بترّأوا منّا وغابوا عنّا . ونحن نشهد على أنفسنا أننا كنّا بعبادتنا لهم في ضلال ظاهر . { قَالَ ٱدْخُلُواْ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ … } . يومئذ يقول الله لهؤلاء الكفار : ادخلوا النار مع أممٍ من كفّار الجن والإنس ، قد مضَت من قبلكم ، كلما دخلت جماعةٌ النار ورأت ما حلّ بها من الخِزي لَعَنَتْ سابِقتَها التي اتّخذتها قُدوة لها . حتى اذا تتابعوا فيها مجتمعين ، قال التابعون يذمُّون المتبوعين : ربّنا هؤلاء أضلّونا بتقلِيدِنا لهم ، وبتسلُّطهم علينا . إنهم هم الذين صَرَفونا عنا لحق ، فعاقبْهم عقاباً مضاعفا . وهنا يردّ صاحب العزّة والجلال : لكلٍ منكم عذابٌ مضاعَف ، لا ينجو منه أحد ، ولا تعلمون شدّته ولا مداه . { وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ … } . إذ ذاك يقول المتبوعون للتابعين : إذا كان الأمر كما ذكرتم من أننا أضلَلْناكم فما كان لكم علينا أدنى فضلٍ تطلُبون به ان يكون عذابُكم دون عذابنا . فيقول الله لهم جميعاً : ذوقوا العذابَ الّذي استوجَبْتُموه بما كنتم تقترفون من كفرٍ وعصيان . وبهذا ينتهي ذلك المشهد الأليم ، ليتبعه تقريرٌ وتوكيد لهذا المصير المؤلم الذي لن يتبدل بقوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا … } .