Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 42-43)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وُسْعها : ما تقدر عليه . نزعنا ما في صدروهم : أخرجنا من نفوسهم كل حقد . الغل : الحقد من عداوة او حسد . أورثتموها : صارت اليكم كما يصير الميراث الى أهله . يعرض الله تعالى هنا المشهدَ المقابل ، وهو حال المؤمنين وما يلاقونه يوم القيامة من نعيم ، وكيف يُذهِب من صدروهم كلَّ حقدٍ وغل ، فيحمَدون الله على نِعمه وما أورثهم من جنات . وتلك طريقة القرآن الكريم ، وهذا منهجه الحكيم . والذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحة التي لم نكّلفهم إلا ما يُطيقونه منها ، هم اهل الجنة يتنعّمون فيها ، خالدين فيها ابدا . لقد أخرجْنا ما كان من صدورهم من حقد ، فهم اليوم في الجنة ، إخوان متحابّون - وهذا بخلاف الكّفار الّذين يلعن بعضُهم بعضا - تجري من تحتهم الأنهار بمائها العذب ، ويعبّرون عن سرورهم بما نالوا من النعيم قائلين : الحمدُ لله الّذي هدانا فدلَّنا على طريق هذا النعيم ، ووفّقنا الى سلوكه ولولا أن هدانا الله ، بإرسال الرسل وتوفيه لنا ، ما كان في استطاعتِنا ان نهتدي وحدنا . لقد جاءت رُسل ربّنا بالوحي الحق فآمنّا برسالاتهم . وهنا يناديهم ربهم ويقول لهم : إن هذه الجنةَ هبةٌ من الله أُعطيتموهما فضلاً مني دون عوض منكم ، كالميراث ، كل هذا جزاء إيمانكم واعمالكم الصالحة في الدنيا . قراءات : قرأ ابن عامر : " ما كنا لنهتدي " بدون واو والباقون وما كنا لنهتدي . روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخّدري وأبي هريرة رضي الله عنهما ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دخل أهلُ الجنة الجنةَ ، ينادي منادٍ ، إن لكم ان تَصِحُّوا فلا تَسْقَموا أبدا ، وإن لكم ان تَحيوا فلا تموتوا أبدا ، وان لكم ان تَشُبّوا فلا تهرَموا أبدا ، وإن لكم أن تَنْعَموا فلا تيأسوا ابدا " . وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سَدِّدوا وقاربوا وأبشِروا ، فإنه لا يُدخِل أحداً الجنةَ عملُه " قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال " ولا أنا ، إلا أن يتغمّدَني الله بمغفرةٍ ورحمة " . سدِّدوا وقاربوا : لا تغْلوا في دينكم ، ولا تتكلفوا من العمل ما لا طاقة لكم به . وهذا الحديث تنبيهٌ من النبي الكريم لنا حتى لا نغترَّ بأنفُسِنا وبأعمالنا فنتّكلَ عليها كما يفعل كثير من المتدينين . فنراهم يشمخون بانوفهم ، ويتعالون على غيرهم ، وهذا ليس من الاسلام . ومعنى الحديث : إن هذا الجزاءَ الذيَ يحصَل عليه الطائعُ ليس بَدَلاً مماثلاً لطاعتهن وليس جزاء مساوياً كالشأن بين البدَلَين ، وان كانت الطاعة هي التي اوجبتْه . لذا فإنه لن يدخلَ أحدُكم الجنةَ بعملٍ يساوي ما فيها من النعيم ففضلُ الله عظيمٌ سابغ باعتبار جعلِه الجنةَ بَدَلاً من عمل محدود لا يقابلها في ذاته .