Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 54-54)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الرب : السيد والمالك والمربي . الآله : هو المعبود بحق . والله : اسم لخالق الخلق اجمعين . السماوات والارض : هذا الكون وجميع ما فيه . اليوم : هو هنا غير أيامنا التي نحسب بها . العرش : سرير الملك وكرسيه في مجلس الحكم والتدبير . استوى على العرش : استولى عليه وملكه . غشّى الشيُّ الشيَّ : غطاه وستره . وأَغشاه اياه جعله يغطيه ويستره حثيثا : سريعا . مسخَّرات : مذلللات خاضعات لتصرفه ، منقادات لمشيئته . الخلق : الايجاد بقدر . تبارك الله : تعاظمت بركاته ، والبركة هي الخير الكثير الثابت . في الآيات السابقة كان القول في أمر المَعادِ والفئات من الناس في ذلك اليوم ، وما يدور من حوار بين تلك الفئات . وهنا ، يذكر الخَلق والتكوينَ وبيانَ قدرته تعالى وعظيم مصنوعاته . إن ربّكم الذي يدعوكم بواسطة رسُله إلى الحق هو خالقُ الكون ومبدعه : خلق السماواتِ والأرض في ستة أيام . وهي غير أيامنا المعروفة لأن الإنسان عندما يخرج من جو الارض ينعدم لديه الزمان المعروف عندنا ويصبح غير محدود ، كما قال تعالى : { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } هذا مع انه جل جلاله قادر على ان يخلق الكون في لحظة واحدة ، ولكنه يقرّب إلى أفهامنا الأمور على قدر مانستطيع فهمها . { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ … } ثم استولى على السلطان الكامل . وهو الذي يجعل الليلَ يستر النهارَ بظلامه ، ويعقِّب الليلَ النهارَ سريعاً بانتظام كأنه يطلبه . كذلك خلقَ الشمسَ والقمر والنجوم ، وهي خاضعة له مسيِّراتٌ بأمره . إن له وحده الخلقَ والأمَر المطاع { تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } . وقد تضمنت هذه الآية الكريمة ثلاثة معان : اولها : أن السماواتِ والأرضَ خلقهما الله تعالى في ستة أيام ، لكنها ليست بقدر ما نراه الآن ونعيش فيه ، ونعدّه في الحساب ، بل المراد تغير أحوالٍ بين ظَلام وغَبَش ، وإصباح وضُحى ، وظهيره وأصيل . والأحوال الستةُ التي اعتُبرت أياماً كما يذكرها العلماء المختصّون ، هي : حال الأثير ، وهي التي عَبَّر عنها في سورة الدخان بأنها دخان . ثم كان من هذا الأثير شموسٌ لا حصر لها ، منها شمسُنا ثم الأرض والكواكب وهذا النظام الذي نعيش فيه ، وهو ذرّةٌ في هذا الكون الواسع . ثانيها : أن كلّ ما في الكون هو في سلطان الله وحده ، ولا سلطان لأحد سواه ومهما يُؤْتَ الانسان من قوةٍ فلن يستطيع تسيير الكون على ما يريد ، وأقصى ما يستطيعه أن ينتفع به ، ويعرف بعض ما فيه من أسرار . ثالثها : أن تعاقب الليل والنهار جاءَ بعد خلْقِ الأرض والسماوات ، في احوال نسبية بالنسبة لأصل تكوين الارض والعلاقات بينهما وحركاتهما . قراءات : قرأ حمزة والكسائي ويعقوب وأبو بكر عن عصام : يُغَشّىِ ، بالتشديد وقرأ نافع وابن كثير وابو عمرو وعاصم في رواية حفص يُغْشي بضم الياء وسكون الغين .