Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 57-58)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الريح : الهواء اذا تحرك . قال الراغب : كلُّ موضع ذكَر الله فيه إرسال الريح بلفظ الواحد كان للعذاب ، وكل موضع ذكَر فيه الريحَ بلفظ الجمع كان للرحمة . واظن ان هذا في الغالب ، لان الله تعالى يقول : { وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ } وفي سورة يوسف : { إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ } سورة [ يوسف : 94 ] . بُشرا : مبشّرة . بين يدي رحمته : قدّام رحمته اقلّت : حملت . سحابا ثقالا : غيما مثقلا بالمياه . البلد : يطلق على البلدة ، وعلى الموضع . لبلدٍ ميت : ارض لانبات فيها . الثمرات : كل ما تحمله الأشجار من جميع الانواع . النكد : العسِر : الشحيح : القلي النفع . نصرّف الآيات : نبدل الاشياء من حال الى حال . إن الله سبحانه تعالى وحده هو الذي يُطلِق الرياح مبشّرة برحمته ( وهي هنا الأمطار التي تُنبت الزرعَ وتسقي الغرس ) فتحمل هذه الرياحُ سحاباً محمَّلاً بالماء ، يسوقه الله إلى بلد ميتٍ لا نبات فيه فينزل الماء ، وبه يُنبت الله أنواعاً من كل الثمرات تدل على قدرة الله وعلمه ورحمته وفضله . وبعد ان ذكَّرهم بهد الآيات والنعم قفّى على ذلك ما يزيل إنكارهم للبعث فقال : { كَذٰلِكَ نُخْرِجُ ٱلْموْتَىٰ } . بمثل ذلك الإِحياء للأرضِ بالإِنبات نُخرج الموتى فنجعلهم أحياء . { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } . أي تفطنون لهذا الشبه فيزول استبعادُكم للبعث ، وبذلك تتذكّرون قدرة الله وتؤمنون به . قراءات : قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ( الرّيح " بالافراد . وقرأ ان عامر : نُشْراً جمع نشور ، وقرا حمزة والكسائي : نَشْراً بفتح النون وقرأ عصام كما هو بالمصحف " بُشْراً " وقرأ نافع : نُشُراً بضم النون والشين . وبعد أن ضرب الله إحياءَ البلاد بالمطر مثلاً لبعث الموتى ، ضرب الخلاف نتاج البلاد مَثَلاً لما في البشَر من اختلاف الاستعداد لكّلٍ من الهدى والكفر . { وَٱلْبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَٱلَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً } . أما الأرض الجيدة التربة فإن نباتها يخرج نامياً حياً بإذن ربه ، ويكون كثير الغلّة طيب الثمرة . وأما الأرضُ الخبيثة فإنها لا تُخرج إلا نباتاً قليلاً عديم الفائدة . { كَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ } . في مثل ذلك التصريف البديع نردّد الآياتِ الدالّةَ على القدرة الباهرة ، ونكررها لقوم يشكرون نِعمنا ، وبذا يستحقُّون المزيد منها .