Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 90-93)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الرجفة : الحركة والاضطراب ، والمراد بها الزلزلة غَنِي بالمكان : نزل به واقام فيه الأسى : شدة الحزن . بعد أن يئس القوم من مطاوعة شعيب وأصحابه لهم ، وعلموا انهم ثابتون على دينهم ، خافوا ان يكثُر المهتدون بظهور قوة شعيبٍ وثباته على دعوته ، فاتّجه زعماؤهم الى أتباعهم يهددونهم قائلين : { وَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ ٱتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ } . وقال زعماء قوم شعيبٍ الكافرون : واللّهِ إن طاوعتُم شعيباً في قَبول دعوته وآمنتم به ، لتخسَرون شرفَكم وثروتكم ، كما تكونون قد تخلّيتم عن ملّتكم التي مات عليها آباؤكم من قبل . بعد هذا ذكر الله تعالى عاقبةَ أمرِهم وما أصابهم من نكالٍ فقال : { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } . أي دهمْتُهم الزلزلة فأهلكمتهم في ديارهم وظلّوا منكّبين على وجوههم لا حياة فيهم . { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَانُواْ هُمُ ٱلْخَاسِرِينَ } . هذا شأن الله مع الذين كذّبوا شعيبا ، وهدّدوه وأنذروه بالإخراج من قريتهم … لقد هلكوا وهلكت قريتهم فحُرِموها كأن لم يعيشوا فيها بحال ، وهكذا فان الذين كذّبوا شعيبا وزعموا ان من يتّبعه هو الخاسر - قد باتوا هم الخاسرين . فلما رأى شعيب ما نزل بهم من الهلاك المدمِّر ، أعرض عنهم ، وقال مبرّئاً نفسه من التقصير معهم : لقد أبلغتُكم رسالاتِ ربي ، وأديتُ إليكم ما بعثني به ربي ، كما بالغتُ في إسداءِ النصح لكم ، فكيف أحزنُ على قومٍ كافرين ؟