Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 1-18)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

سأل : طلب . ليس له دافع : لا يستطيع أحد رده . المعارج : الدرجات ، والمصاعد . واحدها معرج بكسر الميم ومعرج بفتحها ، ومعراج . الروح : جبريل . المُهل : المعدن المذاب كالفضة والحديد وغير ذلك ، وعكر الزيت . العهن : الصوف . حميم : قريب ، صديق . الفصيلة : العشيرة . لظى : جهنم . الشَّوى : واحدها شواة ، جلدة الرأس . جمعَ فأوعى : جمع المال وخبأه في وعاء ، وبَخِل به ولم يصرف منه في وجوه الخير . كان زعماءُ قريش كثيراً ما يسألون الرسولَ الكريم عن موضوع القيامة ، ويقولون إنّ محمداً يخوّفُنا بالعذاب ، فما هذا العذاب ؟ ومتى يكون ؟ وكان النضرُ بن الحارث ومعه كثيرون يقولون ، منكرين ومستهزئين : متى هذا الوعد ؟ وينكرون البعثَ والجزاءَ أشدَّ الإنكار . فردّ الله عليهم بهذه السورة الكريمة . إن العذابَ الذي طلبه السائلون واقعٌ بهم لا محالة ، لن يستطيع أحدٌ ردَّه ، وسيأتيهم من الله تعالى خالقِ السماوات وما فيها من مسالك ، والذي يعصَدُ جبريل والملائكة اليه في يومٍ طويلٍ شاقّ على الكافرين مقدارُه خمسون الف سنة من ايامنا هذه . ويجوز ان يكون أطول ، فليس المرادُ من ذِكر الخمسين تحديدَ العدد ، بل بيان شدةِ ذلك اليوم وعظم هوله . فاصبرْ يا محمدُ على استهزائهم واستعجالهم العذابَ { صَبْراً جَمِيلاً } . ثم بين الله تعالى ان هذا اليومَ آتٍ لا شكّ فيه فقال : { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً } . إن الكفار الجاحدين يرون يوم القيامة مستحيلاً لا يَقَع ، ونراه واقعاً قريباً غير متعذَّر على قدرتنا ، فَلْيحذروه . ثم ذكر وقتَ حدوث ذلك اليوم وشيئاً من أهواله فقال : { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } إنه يوم شديدُ الهول تذوب فيه السماءُ كالمعادن المنصهرة ويصيرُ لونُها مثل عَكْرِ الزيت أما الجبال فتغدو مثل الصوف المنفوش تتطاير في أرجاء الكون . وفي ذلك الهول الشديد يصير كل انسان مشغولاً بنفسه ، لا يسألُ عن أقاربه ولا أصدقائه … وإنهم لَيرون بعضهم البعض لكنه لا يسأل أحدٌ عن احد ، ويتمنى الكافر لو يفدي نفسَه من عذاب يوم القيامة ببنيه ، وزوجته ، وأخيه وعشيرته التي ينتمي اليها ، بل وبجميع من في الأرض ، علّه ينجو من العذاب … { كَلاَّ } لا يمكن ان ينجيه شيء ، ولا يُقبل منه فداءٌ ولو جاء بأهل الأرض جميعا . بل إن مصيرَهُم الى لظى جهنّم الشديدةِ الحرارة حتى تنزِعَ جلدةَ الرأس عنه . { تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } انها تنادي أولئك المجرمين الذين تولَّوا عن الدعوة في الدنيا ، وأعرضوا عن الحق ، وجمعوا المالَ وكدّسوه في خزائنهم ، ولم يؤدوا حقّ الله فيه . فهل هناك اكبر من هذا التهديد والوعيد لمن بَخِلَ بماله ، وأعرضَ عن الله ورسوله … فاعتبِروا يا أولي الألباب . قراءات : قرأ الجمهور : سأل سائل بالهمزة . وقرأ نافع وابن عامر : سال بغير همزة . وقرأ الجمهور : تعرج بالتاء . وقرأ الكسائي : يعرج بالياء . وقرأ الجمهور : ولا يسأل بفتح الياء . وقرأ ابن كثير : ولا يسأل بضم الياء مبنيّاً للمجهول . وقرأ حفص وحده : نزاعة بالنصب . والباقون : نزاعة بالرفع .