Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 36-44)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قبلك : بكسر القاف وفتح الباء ، نحوك جهتك ، في الجهة التي تليك . مهطعين : مسرعين ، والفعل أهطع : يأتي بمعنى نظر في ذلٍّ وخشوع ، وبمعنى أسرع . عِزين : جماعات مفردها عِزَة بكسر العين وفتح الزاي . بمسبوقين : بمغلوبين . الأجداث : القبور ، واحدها جَدَث بفتح الجيم والدال . النصُب : كل ما نصب للعبادة من دون الله ، كالأصنام وما شابهها . يوفضون : يسرعون . خاشعة أبصارهم : أبصارهم ذليلة . ترهَقُهم : تغشاهم . ما بالُ هؤلاء الّذين كذّبوا برسالتك مسرِعينَ إليك ، يجلِسُون حوالَيْك جماعاتٍ جماعات ، ليسمعوا ما تتلوه عليهم من آياتِ الله ، ثم يردّدونها فيما بينَهم ساخرين ! ! ولا يعون ما تُلقيه عليهم من رحمة الله وهدْيه ! ومثله قوله تعالى : { فَمَا لَهُمْ عَنِ ٱلتَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ } [ المدثر : 49 ] . ثم بين مآلهم وأنهم لا يدخلون الجنةَ أبداً فقال : { أَيَطْمَعُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ } . أيطمعَ هؤلاء في ان يدخلوا الجنةَ ، وقد كذّبوك ايُّها الرسول ولم يؤمنوا برسالتك ، وهم معرِضون عن سماع الحق ! ! كلا : لا مطمعَ لهم في ذلك ولا نصيب . وكيف يطمعون في دخولِ الجنة ، وهم يكذّبون بالبعث والجزاء ؟ وقد خلقناهم من ماء مهين . ثم أَوعدهم بأنهم إن لم يؤمنوا ويرجعوا عن كفرهم - أهلكَهم واستبدلَ بهم قوماً غيرهم خيراً منهم فقال : { فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَارِقِ وَٱلْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } . لقد أقسَم الله تعالى بربِّ المشارقِ والمغارب ( وهي مشارقُ الشمس ومغاربها ) وببقية النجوم والكواكب ، فهي تُشرق كل يومٍ من مكان ، وتغرب كذلك ( فمشارقُ الشمس متعدّدة وكذلك مغاربها ) إنه لَقادر على ان يُهلكَهم ويأتي بخلْقٍ خيرٍ منهم ، وما هو بعاجز عن هذا التبديل . ثم سلّى جلّ جلالُه رسولَه الكريم عما يقولون ويسخرون بأنهم سيلاقون يومهم الذي وعدَهم الله ، وهناك سيلقون جزاءهم . في ذلك اليوم يَخرجون من قبورهم مسرعين إلى الداعي كأنهم يهرولون الى النُصُب التي كانوا يعبدونها في الدنيا ، ولكنّ حالَهم مختلفٌ ، فإنهم يأتون وأبصارُهم خاشعة أذلاَّء تعلو وجوهَهم الكآبة والحزن . { ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ } ذلك اليوم هو يوم القيامة وما فيه من أهوال عظام هو موعدُهم ، وفيه ينالون جزاءَهم ، وبئس المصير . قراءات : قرأ حفص وابن عامر : نُصُب بضم النون والصاد . وقرأ الباقون : نَصَب بفتح النون والصاد ، وهما لغتان . او ان النصب بضم النون والصاد جمع نصب بفتح النون وسكون الصاد . والله اعلم .