Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 78, Ayat: 31-40)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مفازا : فوزا عظيما بالجنة . كواعب : جواري صغيرات السّن ، واحدها كاعب . أترابا : متقاربات في السن واحدها تِرب . دهاقا : ممتلئة ، مترعة . لغواً : اللغو هو الباطل وكل ما لا فائدة فيه . كِذّابا : تكذيبا . عطاءٌ : تفضلا منه واحسانا . حسابا : كافيا وافيا . خطابا : مخاطبة . الروح : جبريل . مآبا : مرجعا . ما قدّمت يداه : ما عمل من خير أو شر . بعد أن بيّن حالَ المكذّبين الجاحدين وما يلاقونه من عذاب أليم ، ذكر هنا ما يفوز به التقاةُ من الجنات ، ووصفها ووصف ما فيها . ثم ذكر أن ذلك عطاء لهم من مالِكِ السماوات والأرض ، عظيم الرحمة والإنعام ، الذي لا يملك أحد من أهل السماوات والأرض ان يخاطبَه في شأنِ الثواب والعقاب ، بل هو المتصرِّفُ فيه وحدَه يومَ يقوم الروحُ والخَلق المقدَّس من عالَم الغيب والملائكة صفاً ، ولا يمكن لأحدٍ ان يتكلّم الا من أذِن له الرحمنُ ونطق بالصواب ، فقال : { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً } ان للمؤمنين الذين اتقَوا وعملوا الصالحاتِ فوزاً كبيرا ونجاةً من العذاب ، وظَفَراً بالجنة ، التي تشتمل على الحدائق والأعناب وجميع ما لذَّ وطابَ من الثمرات ، { وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً } من جواري الجنة ، عذارى متقاربات في السن . وهناك يشربون بكؤوس مملوءة من ألذّ شرابِ الجنة ، ولا يسمعون شيئاً من الباطل واللغو ، ولا كذِبا من القول . وكل هذا الفضل والاحسان والنعيم : { جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً } ينالونه تفضلاً منه وإحساناً جزاءَ اعمالهم الخيرة . فالله الّذي رضي عنهم هو ربُّ السماوات والأرض الذي وسِعت رحمتُه كلَّ شيء ولا يملك أحد مخاطبتَه تعالى بالشفاعة إلا بإذنِه ، يوم يقوم جبريلُ والملائكة مصطفّين خاشِعين لا يتكلّم أحدٌ منهم الا من أذِن له الرحمنُ بالكلام ، ونطق بالصواب . ثم بيّن الله تعالى أن ذلك اليومَ حقٌّ لا ريبَ فيه ، { ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ } ، حيث الناس فريقان : فريق بعيد من الله ومآله الى النار ، وفريق مآبُه القُرب من الله . { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآباً } . بأن يعملَ عملاً صالحا يقرّبه منه ويُحِلّه دارَ النعيم . ثم عاد الى تهديدِ المعانِدين وتحذيرِهم من عاقبة عنادهم … بأنهم سَيَعلمون غداً ما قدّمت أيديهِم ويندمون حيثُ لا ينفع الندم . فقال في خاتمة هذه السورة الكريمة : { إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً } . قراءات قرأ الجمهور : كذابا بتشديد الذال ، وقرأ الكسائي : كذابا بتخفيفها . وقرأ ابو عمرو : ربُّ السماوات والأرض الرحمن ، برفع رب والرحمن ، والباقون بالكسر . وقرأ عاصم وابن عامر ويعقوب : الرحمن بالجر . وقرأ حمزة والكسائي بجر رب السماوات ، ورفع الرحمن . نسأل الله تعالى ان يثبّتنا بالقول الثابت ، ويجعلَنا من الذين ينطقون بالصواب ، ويهديَنا إلى العملِ بكتابه وسُنة نبيه ، وان يجمع كلمتنا ويوحّد صفوفنا لنحميَ أنفسَنا ونصون أوطاننا مما يهدّدنا من الأعداء …