Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 42-44)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

العدوة : جانب الوادي ويجوز في العين الفتح والضم والكسر . القُصْوى : مؤنث الأقصى ومعناها البعيدة . البينة : الحجة الظاهرة . ذات الصدور : ما يدور في النفس من افكار . اذكروا حين كنتم في موقعة بدر بالجانب الأقرب الى المدينة ، وكفار قريش في أبعدِ الجانبين ، والقافلةُ التي خرجتم تطلبونها أقربُ إليكم مما يلي البحر ، ولو تواعدتُم على التلاقي للقتال لما اتّفقتم عليه ، ولكن الله دبَّر تلاقيكم على غير موعد ، لينفِّذ أمراً كان ثابتاً في علمه انه واقع لا محالة ، وهو القتال المؤدي الى نصركم وهزيمتهم . { لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ } ليهلك الهالكون من كفار قريش عن حجَّة ظاهرة ، وهي هزيمة الكثرة الكافرة ويحيا المؤمنون من حجّة بينة ، وهي نصر الله للقلة المؤمنة ، إن الله لَسميع عليم لا يخفى عليه شيء من أقوال الفريقين ولا نيّاتهم . قراءات : قرأ ابن كثير وأبو عمرو : " بالعِدوَة " بكسر العين والباقون بالضم . اذكر أيها الرسول حين تفضّل الله عليك ، فأراك في منامك جيشَ الأعداء في قلة . كان ذلك ليُظمئنكم أنكم ستغلبونهم ، فتثبتوا أمام جمعهم حين يلتقون ، ولو ترككم تروْنهم كثيراً ، دون ان يثبتكم بهذه الرؤيا - لخِفتم منهم ولتردَّدتم في قتالهم . ولكن الله سلَّم أصحابك يا محمد من ذلك ونجّاهم من عواقبه ، إنه عليم بما تخفيه الصدور من شعور الجبن والجزع الذي تضيق به فيُحجم اصحابها عن القتال . واذكر ايها الرسول ايضا كيف كان الله يريكم أعداءكم قلّة عند التلاقي ليشد من عزمكم ، وتقاتلوهم بجرأة وثبات ، كما يُظهركم في اعينهم قلّة ، زيادةً في الغرور بكثرتهم حتى قال ابو جهل : إنما أصحاب محمد أكلة جزور ، يعني يكفيهم جزور واحد لقلّتهم . وذلك ليتم أمرٌ عِلمه الله ، وكان لا بد ان يتم . والى الله ترجع الامور كلها فلا ينفُذُ الا ما قضاه وهيّأ أسبابه بعدْله وحكمته .