Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 81, Ayat: 1-14)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كوّرتْ : لفَّت ومحي ضَوْؤهَا . انكدرت : تناثرت وتساقطت وانطمس ضوؤها . واذا الجبال سُيرت : زالت عن اماكنها . العشار : النوق الحوامل واحدها عشراء بضم العين وفتح الشين . عُطّلت : أُهملت بدون راع يرعاها ولا طالب . سُجّرت : تأججت نارا ، واختلط بعضها ببعض . زُوجت : قرنت الأرواح بأجسادها . الموءودة : البنت التي دفنت وهي حية . الصحف : هي التي فيها اعمال البشر ، تنشر للحساب والجزاء . كشطت : أزيلت . سعِّرت : أوقدت وأضرمت ، أُزلفت : ادنيت وقرّبت . ما أحضرت : ما قدمته من خير أو شرّ . في هذه الآيات الكريمة تصويرٌ رائع لما يحدثُ يومَ القيامة من أهوالٍ تُشيبُ الأطفالَ . فاذا طُويت الشمسُ واختفت ، وتناثرت النجومُ - وزالت الجبالُ عن أماكنِها ، وأُهملت النوقُ الحوامل ( وقد خصّها الله بالذِكر لأنها أكرم الأموالِ عند العرب ) ، وجمعت الوحوش من أوكارِها ذاهلةً من شدّة الفزع . وإذا تأجّجت البحار وغدَتْ نيرانا ملتهبة ( وتسجيرُ البحار يكون بتشقق الأرض وتفجر النيران من باطنها فيظهر ما فيه من نيران متأجّجة كما نشاهد من ثورات البراكين ) - يذهب الماء عند ذلك بخارا ، ولا يبقى في البحار الا النار . وهذا معنى قوله تعالى { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } . واذا قرنت الأنفس بأجسادها وعادت كل نفس الى الجسم الذي فارقتْه عند الموت ، فَزُوِّدت النفوس بأبدانها ، وهي النشأةُ الآخرة ، ( وفي الآية ما يشعر بان النفوس باقية لم تمت ، وانما تزوَّج بالبَدَن بعد انفصالها عنه ) . واذا أُتي بالموءودةِ وسُئِلت عن السبب الذي لأجْله قُتلت … ( وكانت هذه العادة عند العربِ من أسوأ العادات ، وكانت فاشيةً عندهم في الجاهلية ، فكان بعضهم يدفنون البناتِ وهن أحياء ، وبعضُهم يقتلونهنّ بشتى الوسائل : إما للغِيرة والحميّة ، وإما من الخوف من الفقر والإملاق ) . فجاء الاسلامُ وأبطلَ هذه العادةَ السيئة ، وأكرم الأنثى ، وأعطاها حقوقها واحترمَها غاية الاحترام ، وحلّت الرحمةُ محلّ الفظاظة ، والرأفةُ محل الغِلظة بفضل هذا الدين القويم . فما أعظمَ نعمةَ الإسلام على الانسانية بأسرها ! { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } . بعد أن تزول السماء ، وتُنشَر الصحف ، ويحاسَب كل انسان على عمله ، وتُبرز الجحيمُ بنيرانها المتأججة ، وتقرَّب الجنةُ للمؤمنين - عند ذلك تعلم كلُّ نفس ما قدّمت من أعمال ، فيذهب أهلُ النار الى جهنم والمؤمنون إلى الجنةِ عند ربهم ، { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ } [ القمر : 55 ] . والذي يجب علينا أن نعتقدَه أن أعمال العباد تظهر لهم ثابتةً مبيَّنة لا يرتابون فيها يومَ القيامة . وبعد ان اخترع الانسان الكمبيوتر والآلات الحاسبة لم يعدْ هناك شيء مستغرَب في نشر الصحف يوم القيامة ، وفيها حسابُ كل انسان على أدقِّ وجه { وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } [ الكهف : 49 ] . قراءات : قرأ الجمهور : سجّرتْ بتشديد الجيم المكسورة ، وقرأ ابن كثير وابو عمرو : سجرت بتخفيف الجيم ، وقرأ نافع وحفص عن عاصم وابن عامر وابو عمرو : نشرت بكسر الشين من غير تشديد ، والباقون : نشرت بتشديد الشين . وقرأ الجمهور : سعرت بكسر العين المخففة ، وقرأ نافع وحفص وابن ذكوان : سعّرت بتشديد العين .