Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 82, Ayat: 1-19)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
انفطرت : انشقت . انتثرت : تبعثرت ، وتفرقت . فُجرت : فتحت على بعضها وزالت الحواجز التي بينها . بُعثرت : فُرقت وأزيل التراب عن الموتى ، واخرجوا منها . ما قدّمت : من اعمال الخير ، وما أخرته ولم تعمله . فسوّاك : جعل اعضاءك سوية متناسبة . فعدَلَك : جعلك معتدلا متناسب الخَلق . في أي صورةٍ ما شاء ركّبك : في صورة حسنة هي من أعجب الصور وأحكمها . الدّين : الجزاء يوم القيامة . حافظين : يحصون أعمالكم . يَصْلونها : يدخلونها . تبدأ السورة بعرض اربعة مشاهد من أهوال يوم القيامة : إذا السماءُ انشقّت وتساقطت كواكبُها متبعثرة ، واذا فُجّرت البحارُ وزال ما بينها من حواجز ، واذا القبورُ فُتحت وبُعثرت وخَرج من فيها من الناس أشتاتاً ليُرَوا أعمالهم - عند ذلك تَعلَم كلُّ نفسٍ ما عملتْ وما لم تعمَل . ثم ينتقل الخطاب الى الانسان في صورة عتاب : يا أيها الانسان ، أيُّ شيءٍ خدعَكَ بربك الكريم حتى تجرّأتَ على عصيانه ؟ هو الذي أوجدَك من العدَم ، وخلقك في هذه الصورةِ المتناسبة الأعضاء مع اعتدال القامة في أحسن تقويم ! وبعد كل هذا نجدكم يا بني آدمَ مكذبين بيوم الدين : { كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ } ! ارتَدِعوا عن الاغترار بكرمي لكم ، فإنكم محاسَبون ومسئولون . ثم بين لهم ان أعمالَهم مكتوبةٌ يُحصيها عليهم ملائكةٌ كِرام كاتبون { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } من خيرٍ أو شرّ . كما جاء في سورة الزخرف 80 { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } اما كيفية حفظِهم وكتابتهم ، وهل عندَهم أوراق وأقلام ، او هناك ألواح تُرسَم فيها الأعمال - فلا نعلم عن ذلك شيئا ، وإنما نقول : إن قدرة الله كفيلة بأن يخلق من الطرق ما لا يَظلم به عبادَه . ثم ذكر نتيجة الحساب ، والثواب والعقاب ، وبيّن ان العاملين في ذلك اليوم فريقان : وبيّن مآل كل منهما فقال : { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ } ان المؤمنين الأبرار ، الصادقين في إيمانهم - سينالون جناتِ النعيم ؛ أما الذين جحدوا وانشقّوا عن أمر الله وهم الفجار - ففي النار ، يدخلونها بعد الحساب . { وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } ذلك أن وعْدَ الله حقٌّ ، فهم في جهنم لا محالة . ثم بين الله اهوال ذلك اليوم وشدائده فقال : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } . إنك أيها الانسان تجهل ذلكَ اليومَ العظيم ، فهو فوق ما تتصور بشدائده وأهواله . { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } . لا أحد يملك نفعا ولا ضرا لنفسه ولا لغيره في ذلك اليوم … وكلّ إنسانٍ مشغولٌ بنفسه … والأمر في ذلك اليوم لله وحده ، فهو المتفرد بالأمر والنهي ، فلا شفيع ولا نصير ، واليه المرجع والمآب . قراءات : قرأ الجمهور : فعدَّلك بتشديد الدال ، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي : فعَدَلك بفتح الدال من غير تشديد . وقرأ ابن كثير وابو عمرو يومُ لا تملكُ برفع يوم ، والباقون يومَ لا تملِكُ بالنصب .