Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 94, Ayat: 1-8)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
العسر : الفقر ، والضعف ، والشدة . فانصَب : فاتعب . لقد شرحنا لك صدرَك يا محمد بما أودَعْنا فيه من الهُدى والحكمة والإيمان ، وخفّفنا عنك ما أثقلَ ظَهرك من أعباءِ الدعوة ، حتى تبلّغَها ونفسُك مطمئنّة راضية ، ونوّهنا باسمِك وأعلينا مقامك ، وجعلنا اسمَك مقروناً باسمي أنا الله ، لا أُذْكَر إلا ذُكِرْتَ معي على لسانِ كل مؤمن " لا اله إلا الله ، محمدٌ رسول الله " . وليس بعد هذا رفع ، وليس وراء هذه منزلة ، فالرسول يُذكر في الشهادة والأذان والإقامة والتشهُّد والخُطَب وغيرِ ذلك … وبعد أن عدّد الله بعض نِعمه على رسوله الكريم ، تلطّف به وآنسَه وطمأنَه بأن اليُسْرَ لا يفارقُه أبدا . فقال : { فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً } تلك بعضُ نِعمنا عليك ، فكن على ثقةٍ من لُطفه تعالى ، بأن الفَرَجَ سيأتي بعد الضيق ، فلا تحزنْ ولا تَضْجَر . وفي الحديث : " لن يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَين " أخرجه الحاكم والبيهقي . { فَإِذَا فَرَغْتَ فَٱنصَبْ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرْغَبْ } فاذا فَرَغْتَ من أمرِ الدعوة ، وانتهيتَ من أمورِ الدنيا - فاجتهدْ في العبادة وأتعِب نفسَك فيها ، وإلى ربك وحدَه فاتّجه … فإنّك ستجدُ يُسراً مع كلِّ عسر .