Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 95, Ayat: 1-8)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
التين : ثمر معروف . الزيتون : ثمر معروف . طور سينين : جبل الطور الذي كلّم الله عليه موسى ، وهو معروف في سيناء . البلد الأمين : مكة المكرمة . في أحسن تقويم : في أجمل صورة وأعدل قامة . أسفلَ سافلين : جهنم . غير ممنون : غير مقطوع . أَقسَمَ الله بالتّينِ والزيتون لبَرَكَتِهما وعظيم منفعتهما ( فان التينَ من الثمار المباركة ، وهو غذاء كامل . وكذلك الزيتون ، فإنه غذاء ودواء . وكان في الزمن الماضي يُستعمل للإنارة ايضاً فهو مثل البترول في هذه الايام ، ولا يزال محتفظاً بمكانته ) . وقال بعض المفسرين : إن التِّين هو عصرُ الإنسان الأول ، والزيتون : عصرُ نوحٍ … وهو كلامٌ ليس عليه دليل . وأقسَمَ بطورِ سينين ، الجبلِ الذي كلَّم الله عليه موسى ، وبهذا البلدِ الأمين ، مكة المكرمة ، الّتي يَأمنُ فيها من دَخَلها على نفسِه وماله - أننا خلقْنا الإنسانَ في أحسن صورة ، وجعلناه مديدَ القامة ، وزيّناه بالعقلِ والحِكمة والمعرفة . { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } حين ينحرفُ بهذه الفطرة عن الدِين الذي بَيَّنّاه له . وقد تركناه يختار أحدَ النَّجدين ، فالذين ينحرفون مصيرُهم جهنّمُ ، حيث يكونون في أسفل سافلين . { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } وهؤلاء هم الذين يبقون على سَواءِ الفِطرة ، ويكمّلونها بالإيمان والعملِ الصالح … وبذلك يرتقون بها الى الكمال المقدَّر لها ، فيكون لهم عندنا أجرٌ دائمٌ غيرُ مقطوع . وفي ظل هذه الحقائق ينادي جلَّ وعلا الانسانَ بقوله : { فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِٱلدِّينِ } فأيّ شيء يحملك أيها الإنسانُ على التكذيب بالبعث والجزاء بعدَ هذا البيان ، وبعد وضوح البراهين ؟ { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ } . أليس اللهُ بأعدَلِ العادلين حينَ يحكُم في أمرِ الخَلق بهذا الصنع العظيم والتدبير الحكيم ؟ وكان علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما اذا قرأآ { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ } قالا : بلى ، وإنّا على ذلك من الشاهدين .