Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 101-103)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يرشد تعالى عباده إلى التفكر في آلائه ، وما خلق الله في السموات والأرض من الآيات الباهرة لذوي الألباب مما في السموات من كواكب نيرات ، ثوابت وسيارات ، والشمس والقمر ، والليل والنهار واختلافهما ، وإيلاج أحدهما في الآخر حتى يطول هذا ويقصر هذا ، ثم يقصر هذا ويطول هذا ، وارتفاع السماء واتساعها وحسنها وزينتها ، وما أنزل الله منها من مطر فأحيا به الأرض بعد موتها ، وأخرج فيها من أفانين الثمار والزروع والأزاهير وصنوف النبات ، وما ذرأ فيها من دواب مختلفة الأشكال والألوان والمنافع ، وما فيها من جبال وسهول وقفار وعمران وخراب ، وما في البحر من العجائب والأمواج ، وهو مع هذا مسخر مذلل للسالكين ، يحمل سفنهم ويجري بها برفق بتسخير القدير ، لا إله إلا هو ، ولا رب سواه . وقوله { وَمَا تُغْنِى ٱلآيَـٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } أي وأي شيء تغني الآيات السماوية والأرضية ، والرسل بآياتها وحججها وبراهينها الدالة على صدقها عن قوم لا يؤمنون ؟ كقوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ } يونس 96 الآية . وقوله { فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ } أي فهل ينتظر هؤلاء المكذبون لك يا محمد من النقمة والعذاب إلا مثل أيام الله في الذين خلوا من قبلهم من الأمم الماضية المكذبة لرسلهم ؟ { فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنَّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ قُلْ ثُمَّ نُنَجِّى رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي ونهلك المكذبين بالرسل { كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } حقاً أوجبه الله تعالى على نفسه الكريمة كقوله { كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَة } الأنعام 54 وكما جاء في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن الله كتب كتاباً ، فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي " .