Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 48-52)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن كفر هؤلاء المشركين في استعجالهم العذاب ، وسؤالهم عن وقته قبل التعيين مما لا فائدة لهم فيه كقوله { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ } الشورى 18 أي كائنة لا محالة ، وواقعة ، وإن لم يعلموا وقتها عيناً ، ولهذا أرشد تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى جوابهم فقال { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِى ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا } الآية ، أي لا أقول إلا ما علمني ، ولا أقدر على شيء مما استأثر به ، إلا أن يطلعني الله عليه ، فأنا عبده ورسوله إليكم ، وقد أخبرتكم بمجيء الساعة ، وأنها كائنة ، ولم يطلعني على وقتها ، ولكن { لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ } أي لكل قرن مدة من العمر مقدرة ، فإذا انقضى أجلهم ، { فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } كقوله { وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ } المؤمنون 11 الآية ، ثم أخبر أن عذاب الله سيأتيهم بغتة ، فقال { قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا } أي ليلاً أونهاراً { مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءَامَنْتُمْ بِهِ ءَالئَٰنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } يعني أنهم إذا جاءهم العذاب ، قالوا { رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } السجدة 12 الآية ، وقال تعالى { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُوۤاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَـٰنُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى قَدْ خَلَتْ فِى عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْكَافِرُونَ } غافر84 - 85 { ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ } أي يوم القيامة يقال لهم هذا تبكيتاً وتقريعاً كقوله { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِى كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } الطور13 - 16 .