Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 109-111)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى { فَلاَ تَكُ فِى مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـٰؤُلاۤءِ } المشركون ، إنه باطل وجهل وضلال فإنهم إنما يعبدون ما يعبد آباؤهم من قبل ، أي ليس لهم مستند فيما هم فيه إلا اتباع الآباء في الجهالات ، وسيجزيهم الله على ذلك أتم الجزاء ، فيعذب كافرهم عذاباً لا يعذبه أحداً ، وإن كان لهم حسنات ، فقد وفاهم الله إياها في الدنيا قبل الآخرة . قال سفيان الثوري عن جابر الجعفي عن مجاهد عن ابن عباس { وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ } قال ما وعدوا من خير أو شر . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لموفوهم من العذاب نصيبهم غير منقوص . ثم ذكر تعالى أنه آتى موسى الكتاب ، فاختلف الناس فيه ، فمن مؤمن به ، ومن كافر به ، فلك بمن سلف من الأنبياء قبلك يا محمد أسوة ، فلا يغيظنك تكذيبهم لك ، ولا يَهِيْدَنَّكَ ذلك { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } قال ابن جرير لولا ما تقدم من تأجيله العذاب إلى أجل معلوم ، لقضى الله بينهم ، ويحتمل أن يكون المراد بالكلمة أنه لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه ، وإرسال الرسول إليه كما قال { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً } الإسراء 15 فإنه قد قال في الآية الأخرى { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } طه 129 - 130 ثم أخبر تعالى أنه سيجمع الأولين والآخرين من الأمم ، ويجزيهم بأعمالهم ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، فقال { وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } أي عليم بأعمالهم جميعها ، جليلها وحقيرها ، صغيرها وكبيرها ، وفي هذه الآية قراءات كثيرة يرجع معناها إلى هذا الذي ذكرناه كما في قوله تعالى { وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } يس 32 .