Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 37-38)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبرهما يوسف عليه السلام أنهما مهما رأيا في المنام من حلم ، فإنه عارف بتفسيره ، يخبرهما بتأويله قبل وقوعه ، ولهذا قال { لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ } . ومجاهد يقول { لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ } في يومكما { إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا } ، وكذا قال السدي . وقال ابن أبي حاتم رحمه الله حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا محمد بن يزيد - شيخ له - حدثنا رشدين عن الحسن بن ثوبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال ما أدري لعل يوسف عليه السلام كان يعتاف ، وهو كذلك لأني أجد في كتاب الله حين قال للرجلين { لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ } قال إذا جاء الطعام حلواً أو مراً ، اعتاف عند ذلك . ثم قال ابن عباس إنما عُلِّم فعلِم ، وهذا أثر غريب ، ثم قال وهذا إنما هو من تعليم الله إياي لأني اجتنبت ملة الكافرين بالله واليوم الآخر ، فلا يرجون ثواباً ولا عقاباً في المعاد { وَٱتَّبَعْتُ مِلَّةَ ءَابَآءِيۤ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ } الآية ، يقول هجرت طريق الكفر والشرك ، وسلكت طريق هؤلاء المرسلين ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وهكذا يكون حال من سلك طريق الهدى ، واتبع طريق المرسلين ، وأعرض عن طريق الضالين ، فإن الله يهدي قلبه ، ويعلمه ما لم يكن يعلم ، ويجعله إماماً يقتدى به في الخير ، وداعياً إلى سبيل الرشاد { مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشْرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَىْءٍ ذٰلِكَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى ٱلنَّاسِ } هذا التوحيد ، وهو الإقرار بأنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له { مِن فَضْلِ ٱللَّهِ عَلَيْنَا } أي أوحاه إلينا ، وأمرنا به . { وَعَلَى ٱلنَّاسِ } إذ جعلنا دعاة لهم إلى ذلك { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } أي لا يعرفون نعمة الله عليهم بإرسال الرسل إليهم ، بل { بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ } . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا حجاج عن عطاء ، عن ابن عباس أنه كان يجعل الجد أباً ، ويقول والله فمن شاء لاعنته عند الحجر ، ما ذكر الله جداً ولا جدة ، قال الله تعالى ، يعني إخباراً عن يوسف { وَٱتَّبَعْتُ مِلَّةَ ءَابَآءِيۤ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ } .