Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 33-33)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } أي حفيظ عليم رقيب على كل نفس منفوسة ، يعلم ما يعمل العاملون من خير وشر ، ولا يخفى عليه خافية { وَمَا تَكُونُ فِى شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْءَانٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ } يونس 61 ، وقال تعالى { وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا } الأنعام 59 ، وقال { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ } هود 6 ، وقال { سَوَآءٌ مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلَّيْلِ وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ } الرعد 10 ، وقال { يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى } طه 7 ، وقال { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } الحديد 40 أفمن هو كذلك ، كالأصنام التي يعبدونها ، لا تسمع ولا تبصر ، ولا تعقل ، ولا تملك نفعاً لأنفسها ولا لعابديها ، ولا كشف ضر عنها ولا عن عابديها ؟ وحذف هذا الجواب اكتفاء بدلالة السياق عليه ، وهو قوله { وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ } أي عبدوها معه من أصنام وأنداد وأوثان { قُلْ سَمُّوهُمْ } أي أعلمونا بهم ، واكشفوا عنهم حتى يعرفوا ، فإنهم لا حقيقة لهم ، ولهذا قال { أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى ٱلأَرْضِ } أي لا وجود له لأنه لو كان له وجود في الأرض ، لعلمها لأنه لا تخفى عليه خافية { أَم بِظَـٰهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ } قال مجاهد بظن من القول . وقال الضحاك وقتادة بباطل من القول ، أي إنما عبدتم هذه الأصنام بظن منكم أنها تنفع وتضر ، وسميتموها آلهة { إِنْ هِىَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ } النجم 23 { بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ } قال مجاهد قولهم ، أي ما هم عليه من الضلال والدعوة إليه آناء الليل وأطراف النهار كقوله تعالى { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ } فصلت 25 الآية ، { وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } من قرأها بفتح الصاد ، معناه أنه لما زين لهم ما فيه ، وأنه حق دعوا إليه ، وصدوا الناس عن اتباع طريق الرسل ، ومن قرأها بالضم ، أي بما زين لهم من صحة ما هم عليه ، صدوا به عن سبيل الله ، ولهذا قال { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } كما قال { وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } المائدة 41 وقال { إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّـٰصِرِينَ } النحل 37 .