Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 36-37)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى { وَٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ } ، وهم قائمون بمقتضاه { يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ } أي من القرآن لما في كتبهم من الشواهد على صدقه والبشارة به ، كما قال تعالى { ٱلَّذِينَ آتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ } البقرة 121 الآية ، وقال تعالى { قُلْ ءَامِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً } الإسراء 107 - 108 أي إن كان ما وعدنا الله به في كتبنا من إرسال محمد صلى الله عليه وسلم لحقاً وصدقاً مفعولاً لا محالة وكائناً ، فسبحانه ما أصدق وعده ، فله الحمد وحده { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } الإسراء 109 ، وقوله { وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ } أي ومن الطوائف من يكذب ببعض ما أنزل إليك . وقال مجاهد { وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ } أي اليهود والنصارى { مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ } أي بعض ما جاءك من الحق ، وكذا قال قتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وهذا كما قال تعالى { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ } آل عمران 199 الآية ، { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ } أي إنما بعثت بعبادة الله وحده لا شريك له ، كما أرسل الأنبياء من قبلي { إِلَيْهِ أَدْعُواْ } أي إلى سبيله أدعو الناس { وَإِلَيْهِ مَآبِ } أي مرجعي ومصيري . وقوله { وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا } أي وكما أرسلنا قبلك المرسلين ، وأنزلنا عليهم الكتب من السماء ، كذلك أنزلنا عليك القرآن محكماً معرباً ، شرفناك به ، وفضلناك على من سواك بهذا الكتاب المبين الواضح الجلي الذي { لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَـٰطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } فصلت 42 . وقوله { وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم } أي آراءهم { بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ } أي من الله سبحانه { مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِىٍّ } وهذا وعيد لأهل العلم أن يتبعوا سبل أهل الضلالة بعدما صاروا إليه من سلوك السنة النبوية والمحجة المحمدية ، على من جاء بها أفضل الصلاة والسلام .