Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 40-41)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى لرسوله { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ } يا محمد ، بعض الذي نعد أعداءك من الخزي والنكال في الدنيا { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } أي قبل ذلك ، { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَـٰغُ } أي إنما أرسلناك لتبلغهم رسالة الله ، وقد فعلت ما أمرت به { وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } أي حسابهم وجزاؤهم كقوله تعالى { فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلْعَذَابَ ٱلاَْكْبَرَ إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ } الغاشية21 - 26 ، وقوله { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِى ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } قال ابن عباس أو لم يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم الأرض بعد الأرض ، وقال في رواية أو لم يروا إلى القرية تخرب حتى يكون العمران في ناحية . وقال مجاهد وعكرمة ننقصها من أطرافها ، قال خرابها . وقال الحسن والضحاك هو ظهور المسلمين على المشركين . وقال العوفي عن ابن عباس نقصان أهلها وبركتها . وقال مجاهد نقصان الأنفس والثمرات وخراب الأرض . وقال الشعبي لو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حُشُّك ، ولكن تنقص الأنفس والثمرات ، وكذا قال عكرمة لو كانت الأرض تنقص لم تجد مكاناً تقعد فيه ، ولكن هو الموت . وقال ابن عباس في رواية خرابها بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها ، وكذا قال مجاهد أيضاً هو موت العلماء ، وفي هذا المعنى روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة أحمد بن عبد العزيز أبي القاسم المصري الواعظ سكن أصبهان حدثنا أبو محمد طلحة بن أسد الرقي بدمشق ، أنشدنا أبو بكر الآجري بمكة قال أنشدنا أحمد بن غزال لنفسه @ الأرضُ تَحْيا إذا ما عاشَ عالِمُها مَتى يَمُتْ عالِمٌ منها يَمُتْ طَرَفْ كالأرض تَحْيا إذا ما الغَيْثُ حَلَّ بِها وإنْ أَبى عادَ في أَكْنافِها التَّلَفْ @@ والقول الأول أولى ، وهو ظهور الإسلام على الشرك قرية بعد قرية كقوله { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلْقُرَىٰ } الأحقاف 27 الآية ، وهذا اختيار ابن جرير .