Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 6-6)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ } أي هؤلاء المكذبون { بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } أي بالعقوبة كما أخبر عنهم في قوله { وَقَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِٱلْمَلَـٰئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ } الحجر6 - 8 ، وقال تعالى { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } الحج 47 الآيتين ، وقال تعالى { سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } لمعارج1 ، وقال { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ } الشورى 18 { وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا } ص 16 الآية ، أي عقابنا وحسابنا كما قال مخبراً عنهم { وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ } الأنفال 32 الآية ، فكانوا من شدة تكذيبهم وعنادهم وكفرهم يطلبون من الرسول أن يأتيهم بعذاب الله ، قال الله تعالى { وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلَـٰتُ } أي قد أوقعنا نقمنا بالأمم الخالية ، وجعلناهم عبرة وعظة لمن اتعظ بهم . ثم أخبر تعالى أنه لولا حلمه وعفوه ، لعاجلهم بالعقوبة كما قال { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ } فاطر 45 ، وقال تعالى في هذه الآية الكريمة { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ } أي إنه تعالى ذو عفو وصفح وستر للناس ، مع أنهم يظلمون ويخطئون بالليل والنهار ، ثم قرن هذا الحكم بأنه شديد العقاب ليعتدل الرجاء والخوف كما قال تعالى { فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَٰسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ } الأنعام 147 وقال { إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } الأعراف 167 ، وقال { نَبِّىءْ عِبَادِى أَنِّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } الحجر49 - 50 إلى أمثال ذلك من الآيات التي تجمع الرجاء والخوف . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال لما نزلت هذه الآية { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ } الآية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لولا عفو الله وتجاوزه ، ما هنأ أحداً العيش ، ولولا وعيده وعقابه ، لا تَّكل كل أحد " وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن بن عثمان أبي حسان الزيادي أنه رأى رب العزة في النوم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بين يديه يشفع في رجل من أمته ، فقال له ألم يكفك أني أنزلت عليك في سورة الرعد { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ } ؟ قال ثم انتبهت .