Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 28-33)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يذكر تعالى تنويهه بذكر آدم في ملائكته قبل خلقه ، وتشريفه إياه بأمر الملائكة بالسجود له ، ويذكر تخلف إبليس عدوه عن السجود له من بين سائر الملائكة حسداً وكفراً وعناداً واستكباراً وافتخاراً بالباطل ، ولهذا قال { لَمْ أَكُن لاَِسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَـٰلٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } كقوله { أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } الأعراف 12 وقوله { أَرَءَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِى كَرَّمْتَ عَلَىَّ } الإسراء 62 الآية ، وقد روى ابن جرير ههنا أثراً غريباً عجيباً من حديث شبيب بن بشر عن عكرمة ، عن ابن عباس قال لما خلق الله الملائكة ، قال { إِنِّى خَـٰلِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ } ص71 - 72 قالوا لا نفعل ، فأرسل عليهم ناراً فأحرقتهم ، ثم خلق ملائكة أخرى ، فقال لهم مثل ذلك ، فقالوا لا نفعل ، فأرسل عليهم ناراً فأحرقتهم ، ثم خلق ملائكة أخرى ، فقال إني خالق بشراً من طين ، فإِذا أنا خلقته ، فاسجدوا له ، فأبوا ، فأرسل عليهم ناراً فأحرقتهم ، ثم خلق ملائكة ، فقال إني خالق بشراً من طين ، فإِذا أنا خلقته ، فاسجدوا له ، قالوا سمعنا وأطعنا ، إِلا إِبليس كان من الكافرين الأولين ، وفي ثبوت هذا عنه بعد ، والظاهر أنه إسرائيلي ، و الله أعلم .