Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 73-77)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ } وهي ما جاءهم به من الصوت القاصف عند شروق الشمس ، وهو طلوعها ، وذلك مع رفع بلادهم إلى عنان السماء ، ثم قلبها وجعل عاليها سافلها ، وإرسال حجارة السجيل عليهم . وقد تقدم الكلام على السجيل في هود بما فيه كفاية . وقوله { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَـٰتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } أي إن آثار هذه النقم الظاهرة على تلك البلاد لمن تأمل ذلك وتوسمه بعين بصره وبصيرته كما قال مجاهد في قوله { لِلْمُتَوَسِّمِينَ } قال المتفرسين . وعن ابن عباس والضحاك للناظرين . وقال قتادة للمعتبرين . وقال مالك عن بعض أهل المدينة { لِلْمُتَوَسِّمِينَ } للمتأملين . وقال ابن أبي حاتم حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا محمد بن كثير العبدي عن عمرو بن قيس ، عن عطية عن أبي سعيد مرفوعاً قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتقوا فراسة المؤمن ، فإنه ينظر بنور الله " ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَـٰتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } رواه الترمذي وابن جرير من حديث عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد ، وقال الترمذي لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه . وقال ابن جرير أيضاً حدثني أحمد بن محمد الطوسي ، حدثنا الحسن بن محمد ، حدثنا الفرات بن السائب ، حدثنا ميمون بن مهران عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتقوا فراسة المؤمن ، فإن المؤمن ينظر بنور الله " وقال ابن جرير حدثني أبو شرحبيل الحمصي ، حدثنا سليمان بن سلمة ، حدثنا المؤمل بن سعيد بن يوسف الرحبي ، حدثنا أبو المعلى أسد بن وداعة الطائي ، حدثنا وهب بن منبه عن طاوس بن كيسان عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " احذروا فراسة المؤمن ، فإنه ينظر بنور الله وبتوفيق الله " وقال أيضاً حدثنا عبد الأعلى بن واصل ، حدثنا سعيد بن محمد الجرمي ، حدثنا عبد الواحد بن واصل ، حدثنا أبو بشر المزلق عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم " ، ورواه الحافظ أبو بكر البزار حدثنا سهل بن بحر ، حدثنا سعيد بن محمد الجرمي ، حدثنا أبو بشر ، يقال له ابن المزلق ، قال وكان ثقة ، عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم " وقوله { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } أي وإن قرية سدوم التي أصابها ما أصابها من القلب الصوري والمعنوي ، والقذف بالحجارة ، حتى صارت بحيرة منتنة خبيثة ، بطريق مَهْيَع مسالكه مستمرة إلى اليوم كقوله { وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ وَبِٱلَّيْلِ أَفَلاَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } الصافات137 - 139 وقال مجاهد والضحاك { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } قال مَعْلَم . وقال قتادة بطريق واضح . وقال قتادة أيضاً بصقع من الأرض واحد ، وقال السدي بكتاب مبين ، يعني كقوله { وَكُلَّ شىْءٍ أَحْصَيْنَـٰهُ فِىۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ } يس 12 ولكن ليس المعنى على ما قال ههنا ، والله أعلم . وقوله { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ } أي إن الذي صنعنا بقوم لوط من الهلاك والدمار ، وإنجائنا لوطاً وأهله ، لدلالة واضحة جلية للمؤمنين بالله ورسله .