Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 107-109)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم { قُلْ } يا محمد لهؤلاء الكافرين بما جئتهم به من هذا القرآن العظيم { ءَامِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ } أي سواء آمنتم به أم لا ، فهو حق في نفسه ، أنزله الله ، ونوه بذكره في سالف الأزمان في كتبه المنزلة على رسله ، ولهذا قال { إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ } أي من صالحي أهل الكتاب ، الذين تمسكوا بكتابهم ويقيمونه ولم يبدلوه ولا حرفوه { إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } هذا القرآن { يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ } جمع ذقن ، وهو أسفل الوجه { سُجَّدًا } أي لله عز وجل شكراً على ما أنعم به عليهم من جعله إياهم أهلاً أن أدركوا هذا الرسول الذي أنزل عليه هذا الكتاب ، ولهذا يقولون { سُبْحَانَ رَبِّنَآ } أي تعظيماً وتوقيراً على قدرته التامة ، وأنه لا يخلف الميعاد الذي وعدهم على ألسنة الأنبياء المتقدمين عن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا قالوا { سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً } . وقوله { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ } أي خضوعاً لله عز وجل ، وإيماناً وتصديقاً بكتابه ورسوله { وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } أي إيماناً وتسليماً ، كما قال { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَءَاتَـٰهُمْ تَقُوَاهُمْ } محمد 17 . وقوله { وَيَخِرُّونَ } عطف صفة ، على صفة لا عطف السجود على السجود ، كما قال الشاعر