Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 56-57)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى { قُلِ } يا محمد لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله { ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ } من الأصنام والأنداد ، فارغبوا إليهم { ف } - إنهم { فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنْكُمْ } أي بالكلية { وَلاَ تَحْوِيلاً } أي بأن يحولوه إلى غيركم ، والمعنى أن الذي يقدر ذلك هو الله وحده لا شريك له الذي له الخلق والأمر . قال العوفي عن ابن عباس في قوله { قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم } الآية ، قال كان أهل الشرك يقولون نعبد الملائكة والمسيح وعزيراً ، وهم الذين يدعون ، يعني في الملائكة والمسيح وعزيراً . وقوله تعالى { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } الآية ، روى البخاري من حديث سليمان بن مهران الأعمش ، عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله في قوله { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ } قال ناس من الجن كانوا يعبدون ، فأسلموا ، وفي رواية قال كان ناس من الإنس يعبدون ناساً من الجن ، فأسلم الجن ، وتمسك هؤلاء بدينهم ، وقال قتادة عن معبد بن عبد الله الزماني عن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن مسعود في قوله { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } الآية ، قال نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفراً من الجن ، فأسلم الجنيون ، والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون بإسلامهم ، فنزلت هذه الآية ، وفي رواية عن ابن مسعود كانوا يعبدون صنفاً من الملائكة يقال لهم الجن ، فذكره . وقال السدي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } قال عيسى وأمه وعزير ، وقال مغيرة عن إبراهيم كان ابن عباس يقول في هذه الآية هم عيسى وعزير والشمس والقمر . وقال مجاهد عيسى والعزير والملائكة . واختار ابن جرير قول ابن مسعود لقوله { يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ } وهذا لا يعبر به عن الماضي ، فلا يدخل فيه عيسى والعزير والملائكة ، وقال والوسيلة هي القربة ، كما قال قتادة ، ولهذا قال { أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } . وقوله تعالى { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَـٰفُونَ عَذَابَهُ } لا تتم العبادة إلا بالخوف والرجاء ، فبالخوف ينكف عن المناهي ، وبالرجاء يكثر من الطاعات . وقوله تعالى { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } أي ينبغي أن يحذر منه ، ويخاف من وقوعه وحصوله ، عياذاً بالله منه .