Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 51-53)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما ذكر تعالى إبراهيم الخليل وأثنى عليه ، عطف بذكر الكليم ، فقال { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَـٰبِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً } قرأ بعضهم بكسر اللام ، من الإخلاص في العبادة . قال الثوري عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي لبابة قال قال الحواريون يا روح الله أخبرنا عن المخلص لله ؟ قال الذي يعمل لله ، لا يحب أن يحمده الناس ، وقرأ الآخرون بفتحها ، بمعنى أنه كان مصطفى ، كما قال تعالى { إِنْي ٱصْطَفَيْتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ } الأعراف 144 { وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } جمع الله له بين الوصفين ، فإنه كان من المرسلين الكبار أولي العزم الخمسة ، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم وعلى سائر الأنبياء أجمعين . وقوله { وَنَـٰدَيْنَـٰهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ } أي الجبل { ٱلأَيْمَنِ } من موسى حين ذهب يبتغي من تلك النار جذوة ، فرآها تلوح ، فقصدها ، فوجدها في جانب الطور الأيمن منه غربية عند شاطىء الوادي ، فكلمه الله تعالى وناداه ، وقربه فناجاه . روى ابن جرير حدثنا ابن بشار ، حدثنا يحيى ، هو القطان ، حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس { وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } قال أدني حتى سمع صريف القلم ، وهكذا قال مجاهد وأبو العالية وغيرهم ، يعنون صريف القلم بكتابة التوراة . وقال السدي { وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } قال أدخل في السماء فكلم ، وعن مجاهد نحوه . وقال عبد الرزاق عن معمر ، عن قتادة { وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } قال نجا بصدقه . وروى ابن أبي حاتم حدثنا عبد الجبار بن عاصم ، حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن أبي واصل ، عن شهر بن حوشب ، عن عمرو بن معد يكرب قال لما قرب الله موسى نجياً بطور سيناء قال يا موسى إذا خلقت لك قلباً شاكراً ، ولساناً ذاكراً ، وزوجة تعين على الخير ، فلم أخزن عنك من الخير شيئاً ، ومن أخزن عنه هذا ، فلم أفتح له من الخير شيئاً ، وقوله { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَـٰرُونَ نَبِيّاً } أي وأجبنا سؤاله وشفاعته في أخيه ، فجعلناه نبياً ، كما قال في الآية الأخرى { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهِ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } القصص 34 وقال { قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ } طه 36 وقال { فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَـٰرُونَ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } الشعراء 13 - 14 ولهذا قال بعض السلف ما شفع أحد في أحد شفاعة في الدنيا أعظم من شفاعة موسى في هارون أن يكون نبياً ، قال الله تعالى { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَـٰرُونَ نَبِيّاً } قال ابن جرير حدثنا يعقوب ، حدثنا ابن علية عن داود عن عكرمة قال قال ابن عباس قوله { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَـٰرُونَ نَبِيّاً } قال كان هارون أكبر من موسى ، ولكن أراد وهب له نبوته ، وقد ذكره ابن أبي حاتم معلقاً عن يعقوب ، وهو ابن إبراهيم الدّورقي به .