Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 8-9)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا تعجب من زكريا عليه السلام حين أجيب إلى ما سأل ، وبشر بالولد ، ففرح فرحاً شديداً ، وسأل عن كيفية ما يولد له ، والوجه الذي يأتيه منه الولد ، مع أن امرأته كانت عاقراً لم تلد من أول عمرها مع كبرها ، ومع أنه قد كبر وعتا ، أي عسا عظمه ونحل ، ولم يبق فيه لقاح ولا جماع ، والعرب تقول للعود إذا يبس عتا يعتو عتياً وعتواً ، وعسا يعسو عسواً وعسياً ، وقال مجاهد عتياً ، يعني نحول العظم ، وقال ابن عباس وغيره عتياً ، يعني الكبر ، والظاهر أنه أخص من الكبر . وقال ابن جرير حدثنا يعقوب ، حدثنا هُشَيْم ، أخبرنا حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال لقد علمت السنة كلها ، غير أني لا أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم لا ، ولا أدري كيف كان يقرأ هذا الحرف { وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً } أو عسياً ، ورواه الإمام أحمد عن سُرَيْج بن النعمان ، وأبو داود عن زياد بن أيوب ، كلاهما عن هشيم به ، { قَالَ } أي الملك مجيباً لزكريا عما استعجب منه { كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌ } أي إيجاد الولد منك ومن زوجتك هذه لا من غيرها ، { هَيِّنٌ } أي يسير سهل على الله ، ثم ذكر له ما هو أعجب مما سأل عنه ، فقال { وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً } كما قال تعالى { هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً } الإنسان 1 .