Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 136-136)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أرشد الله تعالى عباده المؤمنين إلى الإيمان بما أنزل إليهم بواسطة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم مفصلاً ، وما أنزل على الأنبياء المتقدمين مجملاً ، ونص على أعيان من الرسل ، وأجمل ذكر بقية الأنبياء ، وأن لا يفرقوا بين أحد منهم ، بل يؤمنوا بهم كلهم ، ولا يكونوا كمن قال الله فيهم { وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلا أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ حَقّاً } النساء 150 151 الآية ، وقال البخاري حدثنا محمد بن بشار ، أخبرنا عثمان بن عمرة ، أخبرنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، قال كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تصدقوا أهل الكتاب ، ولا تكذبوهم ، وقولوا آمنا بالله وما أنزل الله " وقد روى مسلم وأبو داود والنسائي من حديث عثمان بن حكيم عن سعيد بن يسار عن ابن عباس ، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما يصلي الركعتين اللتين قبل الفجر بـ { ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا } الآية ، والأخرى بـ { ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } آل عمران 52 ، وقال أبو العالية والربيع وقتادة الأسباط بنو يعقوب ، اثنا عشر رجلاً ، ولد كل رجل منهم أمة من الناس ، فسموا الأسباط . وقال الخليل بن أحمد وغيره الأسباط في بني إسرائيل كالقبائل في بني إسماعيل ، وقال الزمخشري في الكشاف الأسباط حفدة يعقوب ذراري أبنائه الاثني عشر وقد نقله الرازي عنه وقررّه ولم يعارضه ، وقال البخاري الأسباط قبائل بني إسرائيل ، وهذا يقتضي أن المراد بالأسباط ههنا شعوب بني إسرائيل ، وما أنزل الله من الوحي على الأنبياء الموجودين منهم ، كما قال موسى لهم { ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } المائدة 20 الآية ، وقال تعالى { وَقَطَّعْنَـٰهُمُ ٱثْنَتَىْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا } الأعراف 160 قال القرطبي وسموا الأسباط من السبط ، وهو التتابع ، فهم جماعة ، وقيل أصله من السبط ، بالتحريك ، وهو الشجر ، أي في الكثرة بمنزلة الشجر ، الواحدة سبطة ، قال الزجاج ويبين لك هذا ما حدثنا محمد بن جعفر الأنباري ، حدثنا أبو نجيد الدقاق ، حدثنا الأسود بن عامر ، حدثنا إسرائيل عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال كل الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة نوح وهود وصالح وشعيب وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل ومحمد ، عليهم الصلاة والسلام ، قال القرطبي والسبط الجماعة والقبيلة الراجعون إلى أصل واحد ، وقال قتادة أمر الله المؤمنين أن يؤمنوا به ، ويصدقوا بكتبه كلها وبرسله . وقال سليمان بن حبيب إنما أمرنا أن نؤمن بالتوارة والإنجيل ، ولا نعمل بما فيهما . وقال ابن أبي حاتم أخبرنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري ، أخبرنا مؤمل ، أخبرنا عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح ، عن معقل بن يسار ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " آمنوا بالتوراة والزبور والإنجيل ، وليسعكم القرآن " .