Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 186-186)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا يحيى بن المغيرة أخبرنا جرير عن عبدة بن أبي برزة السجستاني ، عن الصلت بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده ، أن أعرابياً قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقريب ربنا فنناجيه ، أم بعيد فنناديه ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي } إذا أمرتهم أن يدعوني ، فدعوني ، استجبت ، ورواه ابن جرير عن محمد بن حميد الرازي ، عن جرير به ، ورواه ابن مردويه وأبو الشيخ الأصبهاني من حديث محمد بن أبي حميد عن جرير به ، وقال عبد الرزاق أخبرنا جعفر بن سليمان عن عوف عن الحسن قال سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أين ربنا ؟ فأنزل الله عز وجل { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } الآية وقال ابن جريج عن عطاء إنه بلغه لما نزلت { وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِىۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } غافر 60 قال الناس لو نعلم أي ساعة ؟ فنزلت { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، حدثنا خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي موسى الأشعري ، قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ، فجعلنا لا نصعد شرفاً ، ولا نعلو شرفاً ، ولا نهبط وادياً ، إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير ، قال فدنا منا ، فقال " يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم ، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ، إنما تدعون سميعاً بصيراً ، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ، يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله " أخرجاه في الصحيحين وبقية الجماعة من حديث أبي عثمان النهدي ، واسمه عبد الرحمن بن مُلَ عنه بنحوه ، وقال الإمام أحمد حدثنا سليمان بن داود ، حدثنا شعبة ، حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا دعاني " وقال الإمام أحمد حدثنا علي بن إسحاق ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت الحَسْحاس المزنية ، قالت حدثنا أبو هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " قال الله تعالى أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه " قلت وهذا كقوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } النحل 128 ، وقوله لموسى وهارون عليهما السلام { إِنَّنِى مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ } طه 46 والمراد من هذا أنه تعالى لا يخيب دعاء داع ، ولا يشغله عنه شيء ، بل هو سميع الدعاء ، ففيه ترغيب في الدعاء ، وأنه لا يضيع لديه تعالى ، كما قال الإمام أحمد حدثنا يزيد ، حدثنا رجل أنه سمع أبا عثمان ، هو النهدي ، يحدث عن سلمان ، يعني الفارسي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيراً فيردهما خائبتين " قال يزيد سموا لي هذا الرجل ، فقالوا جعفر بن ميمون ، وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث جعفر بن ميمون صاحب الأنماط به ، وقال الترمذي حسن غريب ، ورواه بعضهم ولم يرفعه ، قال الشيخ الحافظ أبو الحجاج المزي رحمه الله في أطرافه وتابعه أبو همام محمد بن الزبرقان عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي به ، وقال الإمام أحمد أيضاً حدثنا أبو عامر ، حدثنا علي بن دؤاد أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الأخرى ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها " قالوا إذاً نكثر ؟ قال " الله أكثر " ، وقال عبد الله بن الإمام أحمد حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج ، أنبأنا محمد بن يوسف ، حدثنا ابن ثوبان عن أبيه ، عن مكحول ، عن جبير بن نفير أن عبادة بن الصامت ، حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما على ظهر الأرض من رجل مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة إلا آتاه الله إياها ، أو كف عنه من السوء مثلها ، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " ورواه الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، عن محمد بن يوسف الفريابي ، عن ابن ثوبان ، وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به ، وقال حسن صحيح غريب من هذا الوجه ، وقال الإمام مالك عن ابن شهاب ، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " يستجاب لأحدكم مالم يعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي " أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك به ، وهذا لفظ البخاري رحمه الله وأثابه الجنة ، وقال مسلم في صحيحه حدثني أبو الطاهر ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل " قيل يا رسول الله وما الاستعجال ؟ قال " يقول قد دعوت ، وقد دعوت ، فلم أر يستجاب لي ، فيستحسر عند ذلك ، ويدع الدعاء " ، وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الصمد ، حدثنا أبو هلال عن قتادة ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يزال العبد بخير مالم يستعجل " قالوا وكيف يستعجل ؟ قال " يقول قد دعوت ربي ، فلم يستجب لي " وقال الإمام أبو جعفر الطبري في تفسيره حدثني يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا ابن وهب ، حدثني أبو صخر أن يزيد بن عبد الله بن قسيط حدثه عن عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت ما من عبد مؤمن يدعو الله بدعوة فتذهب حتى تعجل له في الدنيا ، أو تدخر له في الآخرة إذا لم يعجل أو يقنط ، قال عروة قلت يا أماه كيف عجلته وقنوطه ؟ قالت يقول سألت فلم أعط ، ودعوت فلم أجب . قال ابن قسيط وسمعت سعيد بن المسيب يقول كقول عائشة سواء ، وقال الإمام أحمد حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا بكر بن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " القلوب أوعية ، وبعضها أوعى من بعض ، فإذا سألتم الله أيها الناس ، فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة ، فإنه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل " وقال ابن مردويه حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي نافع بن معد يكرب ببغداد ، حدثني ابن أبي نافع بن معد يكرب ، قال كنت أنا وعائشة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آية { أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } قال " يا رب مسألة عائشة " فهبط جبريل فقال « الله يقرؤك السلام ، هذا عبدي الصالح بالنية الصادقة ، وقلبه نقي يقول يا رب فأقول لبيك ، فأقضي حاجته » وهذا حديث غريب من هذا الوجه . وروى ابن مردويه من حديث الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، حدثني جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم أمرت بالدعاء وتوكلت بالإجابة ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ، لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ، أشهد أنك فرد أحد صمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، وأشهد أن وعدك حق ، ولقاءك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة آتية لا ريب فيها ، وأنت تبعث من في القبور " وقال الحافظ أبو بكر البزار وحدثنا الحسن بن يحيى الأزدي ومحمد بن يحيى القطعي ، قالا حدثنا الحجاج بن منهال ، حدثنا صالح المري عن الحسن ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يقول الله تعالى يا ابن آدم واحدة لك ، وواحدة لي ، وواحدة فيما بيني وبينك ، فأما التي لي ، فتعبدني لا تشرك بي شيئاً ، وأما التي لك فما عملت من شيء وفيتكه ، وأما الذي بيني وبينك ، فمنك الدعاء وعلي الإجابة " ، وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام ، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة ، بل وعند كل فطر ، كما رواه الإمام أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا أبو محمد المليكي عن عمرو ، هو ابن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو ، عن أبيه ، عن جده عبد الله ابن عمرو ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة " فكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا ، وقال أبو عبد الله محمد بن يزيد ابن ماجه في سننه حدثنا هشام بن عمار ، أخبرنا الوليد بن مسلم عن إسحاق بن عبد الله المدني ، عن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد " قال عبيد الله بن أبي مليكة سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ، وفي مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم ، يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة ، وتفتح لها أبواب السماء ، يقول بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين " .