Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 255-255)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذه آية الكرسي ، ولها شأن عظيم ، وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل آية في كتاب الله . قال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا سفيان ، عن سعيد الجريري ، عن أبي السليل ، عن عبد الله بن رباح ، عن أبي ، هو ابن كعب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله " أي آية في كتاب الله أعظم ؟ " قال الله ورسوله أعلم ، فرددها مراراً ، ثم قال آية الكرسي ، قال " ليهنك العلم أبا المنذر والذي نفسي بيده إن لها لساناً وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش " وقد رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، عن الجريري به ، وليس عنده زيادة والذي نفسي بيده إلخ . حديث آخر عن أبي أيضاً في فضل آية الكرسي ، قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدثنا مبشر عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عبدة بن أبي لبابة ، عن عبد الله بن أبي بن كعب ، أن أباه أخبره أنه كان له جرن فيه تمر ، قال فكان أبي يتعاهده ، فوجده ينقص ، قال فحرسه ذات ليلة ، فإذا هو بدابة شبيه الغلام المحتلم ، قال فسلمت عليه ، فرد السلام ، قال فقلت ما أنت ؟ جني أم أنسي ؟ قال جني . قال قلت ناولني يدك ، قال فناولني يده ، فإذا يد كلب وشعر كلب ، فقلت هكذا خلق الجن . قال لقد علمت الجن ما فيهم أشد مني . قلت فما حملك على ما صنعت ؟ قال بلغني أنك رجل تحب الصدقة ، فأحببنا أن نصيب من طعامك . قال فقال له أبي فما الذي يجيرنا منكم ؟ قال هذه الآية ، آية الكرسي ، ثم غدا إلى النبي فأخبره ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " صدق الخبيث " وهكذا رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي داود الطيالسي ، عن حرب بن شداد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن الحضرمي بن لاحق ، عن محمد بن عمرو بن أبي بن كعب ، عن جده به ، وقال الحاكم صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه . طريق آخر قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا عثمان بن غياث ، قال سمعت أبا السليل ، قال كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث الناس حتى يكثروا عليه ، فيصعد على سطح بيت ، فيحدث الناس ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي آية في القرآن أعظم ؟ " فقال رجل { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } قال فوضع يده بين كتفي ، فوجدت بردها بين ثديي ، أو قال فوضع يده بين ثديي ، فوجدت بردها بين كتفي ، وقال ليهنك العلم يا أبا المنذر . حديث آخر عن الأسقع البكري . قال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا أبو زيد القراطيسي ، حدثنا يعقوب بن أبي عباد المكي ، حدثنا مسلم بن خالد ، عن ابن جريج ، أخبرني عمر بن عطاء أن مولى ابن الأسقع رجل صدق ، أخبره عن الأسقع البكري ، أنه سمعه يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم في صفة المهاجرين ، فسأله إنسان أي آية في القرآن أعظم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } حتى انقضت الآية . حديث آخر عن أنس قال الإمام أحمد حدثنا عبد الله بن الحارث ، حدثني سلمة بن وردان ، أن أنس بن مالك حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رجلاً من صحابته ، فقال " أي فلان هل تزوجت ؟ " قال لا ، وليس عندي ما أتزوج به ، قال " أوليس معك قل هو الله أحد ؟ " قال بلى ، قال " ربع القرآن " قال " أليس معك قل يا أيها الكافرون ؟ " قال بلى . قال " ربع القرآن " قال " أليس معك إذا زلزلت ؟ " قال بلى . قال " ربع القرآن " قال " أليس معك إذا جاء نصر الله " ؟ قال بلى . قال " ربع القرآن " قال " أليس معك آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم " ؟ قال بلى . قال " ربع القرآن " . حديث آخر عن أبي ذر جندب بن جنادة . قال الإمام أحمد حدثنا وكيع بن الجراح ، حدثنا المسعودي ، أنبأني أبو عمر الدمشقي ، عن عبيد بن الخشخاش ، عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ، فجلست ، فقال " يا أبا ذر هل صليت ؟ " قلت لا . قال " قم فصل " قال فقمت فصليت ، ثم جلست ، فقال " يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن " قال قلت يا رسول الله أوَ للإنس شياطين ؟ قال " نعم " ، قال قلت يا رسول الله الصلاة ؟ قال " خير موضوع ، من شاء أقل ، ومن شاء أكثر " قال قلت يا رسول الله فالصوم ؟ قال " فرض مجزي وعند الله مزيد " قلت يا رسول الله فالصدقة ؟ قال " أضعاف مضاعفة " قلت يا رسول الله ، فأيها أفضل ؟ قال " جهد من مقل ، أوسر إلى فقير " قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال " آدم " قلت يا رسول الله ونبي كان ؟ قال " نعم نبي مكلم " قلت يا رسول الله كم المرسلون ؟ قال " ثلاثمائة وبضعة عشر جماً غفيراً " ، وقال مرة " وخمسة عشر " قلت يا رسول الله أي ما أنزل عليك أعظم ؟ قال " آية الكرسي { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } " ورواه النسائي . حديث آخر عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه . قال الإمام أحمد حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى ، عن أخيه عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي أيوب ، أنه كان في سهوة له ، وكانت الغول تجيء فتأخذ ، فشكاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال " فإذا رأيتها فقل باسم الله ، أجيبي رسول الله " قال فجاءت ، فقال لها ، فأخذها ، فقالت إني لا أعود ، إني لا أعود ، فأرسلها فجاء ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " ما فعل أسيرك " ؟ قال أخذتها ، فقالت لي إني لا أعود ، إني لا أعود ، فأرسلتها ، فقال " إنها عائدة " ، فأخذتها مرتين أو ثلاثاً ، كل ذلك تقول لا أعود ، وأجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول " ما فعل أسيرك ؟ " فأقول أخذتها فتقول لا أعود فيقول " إنها عائدة " ، فأخذتها ، فقالت أرسلني ، وأعلمك شيئاً تقوله فلا يقربك شيء ، آية الكرسي ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال " صدقت وهي كذوب " ورواه الترمذي في فضائل القرآن عن بندار عن أبي أحمد الزبيري به ، وقال حسن غريب . والغول في لغة العرب الجان إذا تبدى في الليل . وقد ذكر البخاري هذه القصة عن أبي هريرة ، فقال في كتاب فضائل القرآن ، وفي كتاب الوكالة ، وفي صفة إبليس من صحيحه قال عثمان بن الهيثم أبو عمرو حدثنا عوف عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت ، فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته وقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعني فإني محتاج ، وعليّ عيال ، ولي حاجة شديدة ، قال فخليت عنه ، فأصبحت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ؟ " قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً ، فرحمته وخليت سبيله ، قال " أما إنه قد كذبك وسيعود " فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنه سيعود " فرصدته ، فجاء يحثو الطعام ، فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني فأنا محتاج وعليَّ عيال ، لا أعود ، فرحمته وخليت سبيله ، فأصبحت ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ؟ " قلت يا رسول الله شكا حاجة وعيالاً ، فرحمته فخليتُ سبيله . قال " أما إنه قد كذبك وسيعود " ، فرصدته الثالثة ، فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود ، فقال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها ، قلت وما هي ؟ قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } حتى تختم الآية ، فإنك لا يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح . فخليت سبيله ، فأصبحت ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما فعل أسيرك البارحة ؟ " قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعي الله بها ، فخليت سبيله ، قال " وما هي ؟ " قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك ، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } وقال لي لا يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، وكانوا أحرص شيء على الخير ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أما إنه صدقك وهو كذوب ، تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟ " قلت لا . قال " ذاك شيطان " كذا رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم ، وقد رواه النسائي في اليوم والليلة عن إبراهيم بن يعقوب ، عن عثمان بن الهيثم ، فذكره . وقد روي من وجه آخر عن أبي هريرة بسياق آخر قريب من هذا ، فقال الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره حدثنا محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار ، حدثنا أحمد بن زهير بن حرب ، أنبأنا مسلم بن إبراهيم ، أنبأنا إسماعيل بن مسلم العبدي ، أنبأنا أبو المتوكل الناجي أن أبا هريرة كان معه مفتاح بيت الصدقة ، وكان فيه تمر ، فذهب يوماً ففتح الباب ، فوجد التمر قد أخذ منه ملء كف ، ودخل يوماً آخر فإذا قد أخذ منه ملء كف ، ثم دخل يوماً آخر ثالثاً ، فإذا قد أخذ منه مثل ذلك ، فشكا ذلك أبو هريرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " تحب أن تأخذ صاحبك هذا ؟ " قال نعم . قال " فإذا فتحت الباب فقل سبحان من سخرك لمحمد " فذهب ففتح الباب ، فقال سبحان من سخرك لمحمد ، فإذا هو قائم بين يديه ، قال يا عدو الله ، أنت صاحب هذا . قال نعم ، دعني فإني لا أعود ، ما كنت آخذاً إلا لأهل بيت من الجن فقراء ، فخلى عنه ، ثم عاد الثانية ، ثم الثالثة ، فقلت أليس قد عاهدتني ألا تعود ؟ لا أدعك اليوم حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تفعل ، فإنك إن تدعني علمتك كلمات إذا أنت قلتها ، لم يقربك أحد من الجن صغير ولا كبير ، ذكر ولا أنثى ، قال له لتفعلن ؟ قال نعم . قال ما هن ؟ قال { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } قرأ آية الكرسي حتى ختمها ، فتركه ، فذهب فلم يعد ، فذكر ذلك أبو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " أماعلمت أن ذلك كذلك " ؟ وقد رواه النسائي عن أحمد بن محمد بن عبيد الله ، عن شعيب بن حرب ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن أبي المتوكل ، عن أبي هريرة به ، وقد تقدم لأبي بن كعب كائنة مثل هذه أيضاً ، فهذه ثلاث وقائع . قصة أخرى قال أبو عبيد في كتاب الغريب حدثنا أبو معاوية ، عن أبي عاصم الثقفي ، عن الشعبي ، عن عبد الله بن مسعود قال خرج رجل من الإنس ، فلقيه رجل من الجن ، فقال هل لك أن تصارعني ؟ فإن صرعتني علمتك آية إذا قرأتها حين تدخل بيتك لم يدخله شيطان ، فصارعه فصرعه ، فقال إني أراك ضئيلاً شخيتاً ، كأن ذراعيك ذراعا كلب ، أفهكذا أنتم أيهاالجن كلكم ، أم أنت من بينهم ؟ فقال إني بينهم لضليع ، فعاودني ، فصارعه فصرعه الإنسي فقال تقرأ آية الكرسي فإنه لا يقرؤها أحد إذا دخل بيته إلا خرج الشيطان ، وله خيخ كخيخ الحمار ، فقيل لابن مسعود أهو عمر ؟ فقال من عسى أن يكون إلا عمر ؟ قال أبو عبيد الشخيت الضئيل ، النحيف الجسم ، والخيخ بالخاء المعجمة ، ويقال بالحاء المهملة الضراط . حديث آخر عن أبي هريرة . قال الحاكم أبو عبد الله في مستدركه حدثنا علي بن حمشاذ ، حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان حدثني حكيم بن جبير الأسدي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن ، لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه آية الكرسي " ، وكذا رواه من طريق آخر عن زائدة ، عن حكيم بن جبير ، ثم قال صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، كذا قال ، وقد رواه الترمذي من حديث زائدة ، ولفظه " لكل شيء سنام ، وسنام القرآن سورة البقرة ، وفيها آية هي سيدة آي القرآن آية الكرسي " ثم قال غريب ، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير ، وقد تكلم فيه شعبة وضعفه . قلت وكذا ضعفه أحمد ويحيى بن معين ، وغير واحد من الأئمة ، وتركه ابن مهدي ، وكذبه السعدي . حديث آخر قال ابن مردويه حدثنا عبد الباقي بن نافع ، أخبرنا عيسى بن محمد المروزي ، أخبرنا عمر بن محمد البخاري ، أخبرنا عيسى بن غنجار ، عن عبد الله بن كيسان ، حدثنا يحيى ، أخبرنا ابن عقيل ، عن يحيى ابن يعمر عن ابن عمر ، عن عمر بن الخطاب أنه خرج ذات يوم إلى الناس ، وهم سماطات ، فقال أيكم يخبرني بأعظم آية في القرآن ؟ فقال ابن مسعود على الخبير سقطت ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أعظم آية في القرآن { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } " . حديث آخر في اشتمالها على اسم الله الأعظم . قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن بكر ، أنبأنا عبد الله بن زياد ، حدثنا شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد بن السكن ، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هاتين الآيتين { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } و { الۤمۤ ٱللَّهُ لاَۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } آل عمران 1 2 " إن فيهما اسم الله الأعظم " وكذا رواه أبو داود عن مسدد . والترمذي عن علي بن خشرم ، وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة ، ثلاثتهم عن عيسى بن يونس ، عن عبيد الله بن أبي زياد به ، وقال الترمذي حسن صحيح . حديث آخر في معنى هذا عن أبي أمامة رضي الله عنه . قال ابن مردويه أخبرنا عبد الله بن نمير ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ، أخبرنا هشام بن عمار ، أنبأنا الوليد بن مسلم ، أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زبْر أنه سمع القاسم بن عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة يرفعه ، قال " اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سورة البقرة ، وآل عمران وطه " وقال هشام ، وهو ابن عمار خطيب دمشق أما البقرة فــــ { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } وفي آل عمران { الۤمۤ ٱللَّهُ لاَۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } آل عمران 1 2 وفي طه { وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَىِّ ٱلْقَيُّومِ } طه 111 . حديث آخر عن أبي أمامة في فضل قراءتها بعد الصلاة المكتوبة . قال أبو بكر بن مردويه حدثنا محمد بن محرز بن مساور الأدمي ، أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن ، أخبرنا الحسين ابن بشر بطرسوس ، أخبرنا محمد بن حمير ، أخبرنا محمد بن زياد ، عن أبي أمامة ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي ، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت " وهكذا رواه النسائي في اليوم والليلة ، عن الحسين بن بشر به ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه ، من حديث محمد بن حمير ، وهو الحمصي ، من رجال البخاري أيضاً ، فهو إسناد على شرط البخاري ، وقد زعم أبو الفرج بن الجوزي أنه حديث موضوع ، والله أعلم . وقد روى ابن مردويه من حديث علي والمغيرة بن شعبة وجابر بن عبد الله ، نحو هذا الحديث ، ولكن في إسناد كل منهما ضعف . وقال ابن مردويه أيضاً حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقري ، أخبرنا يحيى بن درستويه المروزي ، أخبرنا زياد بن إبراهيم ، أخبرنا أبو حمزة السكري ، عن المثنى ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أبي موسى الأشعري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أوحى الله إلى موسى بن عمران عليه السلام أن اقرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة ، فإنه من يقرؤها في دبر كل صلاة مكتوبة ، أجعل له قلب الشاكرين ، ولسان الذاكرين ، وثواب النبيين ، وأعمال الصديقين ، ولا يواظب على ذلك إلا نبي أو صديق أو عبد امتحنت قلبه للإيمان ، أو أريد قتله في سبيل الله " وهذا حديث منكر جداً . حديث آخر في أنها تحفظ من قرأها في أول النهار وأول الليل . قال أبو عيسى الترمذي حدثنا يحيى بن المغيرة أبو سلمة المخزومي المديني ، أخبرنا ابن أبي فديك عن عبد الرحمن المليكي ، عن زرارة بن مصعب ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ { حـمۤ } المؤمن إلى { وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } غافر 1 3 وآية الكرسي ، حين يصبح ، حفظ بهما حتى يمسي ، ومن قرأهما حين يمسي ، حفظ بهما حتى يصبح " ثم قال هذا حديث غريب ، وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة المليكي من قبل حفظه . وقد ورد في فضلها أحاديث أخر ، تركناها اختصاراً لعدم صحتها ، وضعف أسانيدها كحديث علي في قراءتها عند الحجامة ، إنها تقوم مقام حجامتين . وحديث أبي هريرة في كتابتها في اليد اليسرى بالزعفران سبع مرات ، وتلحس للحفظ وعدم النسيان ، أوردهما ابن مردويه ، وغير ذلك . وهذه الآية مشتملة على عشر جمل مستقلة فقوله { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } إخبار بأنه المتفرد بالإلهية لجميع الخلائق { ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } أي الحي في نفسه الذي لا يموت أبداً ، القيم لغيره . وكان عمر يقرأ القيام ، فجميع الموجودات مفتقرة إليه ، وهو غني عنها ، ولا قوام لها بدون أمره ، كقوله { وَمِنْ ءَايَـٰتِهِ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ } الروم 25 وقوله { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } أي لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه ، بل هو قائم على كل نفس بما كسبت ، شهيد على كل شيء ، لا يغيب عنه شيء ، ولا يخفى عليه خافية ، ومن تمام القيومية أنه لا يعتريه سنة ولا نوم ، فقوله { لاَ تَأْخُذُهُ } أي لا تغلبه سنة ، وهي الوسن والنعاس ، ولهذا قال ولا نوم لأنه أقوى من السنة . وفي الصحيح عن أبي موسىٰ ، قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات ، فقال " إن الله لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل ، وعمل الليل قبل عمل النهار ، حجابه النور أو النار ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر ، أخبرني الحكم بن أبان ، عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } أن موسى عليه السلام سأل الملائكة هل ينام الله عز وجل ؟ فأوحى الله تعالى إلى الملائكة ، وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثاً ، فلا يتركوه ينام ، ففعلوا ، ثم أعطوه قارورتين ، فأمسكهما ، ثم تركوه ، وحذوره أن يكسرهما ، قال فجعل ينعس ، وهما في يده ، في كل يد واحدة ، قال فجعل ينعس وينبه ، وينعس وينبه ، حتى نعس نعسة ، فضرب إحداهما بالأخرى فكسرهما ، قال معمر إنما هو مثل ضربه الله عز وجل ، يقول فكذلك السموات والأرض في يده ، وهكذا رواه ابن جرير ، عن الحسن بن يحيى ، عن عبد الرزاق ، فذكره ، وهو من أخبار بني إسرائيل ، وهو مما يعلم أن موسى عليه السلام لا يخفى عليه مثل هذا من أمر الله عز وجل ، وأنه منزه عنه ، وأغرب من هذا كله الحديث الذي رواه ابن جرير حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل . حدثنا هشام بن يوسف ، عن أمية بن شبل ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن أبي عكرمة ، عن أبي هريرة ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن موسى عليه السلام على المنبر ، قال " وقع في نفس موسى هل ينام الله ؟ فأرسل إليه ملكاً ، فأرقه ثلاثاً ، ثم أعطاه قارورتين ، في كل يد قارورة ، وأمره أن يحتفظ بهما قال فجعل ينام ، وكادت يداه تلتقيان ، فيستيقظ ، فيحبس إحداهما على الأخرى ، حتى نام نومة ، فاصطفقت يداه ، فانكسرت القارورتان ، قال ضرب الله عز وجل مثلاً ، أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض " وهذا حديث غريب جداً ، والأظهر أنه إسرائيلي لا مرفوع ، والله أعلم . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد ابن القاسم بن عطية ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، حدثني أبي عن أبيه ، حدثنا أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن بني إسرائيل قالوا يا موسى ، هل ينام ربك ؟ قال اتقوا الله ، فناداه ربه عز وجل يا موسى سألوك هل ينام ربك ؟ فخذ زجاجتين في يديك ، فقم الليلة ، ففعل موسى ، فلما ذهب من الليل ثلث ، نعس ، فوقع لركبتيه ، ثم انتعش فضبطهما ، حتى إذا كان آخر الليل ، نعس ، فسقطت الزجاجتان ، فانكسرتا ، فقال يا موسى لو كنت أنام ، لسقطت السموات والأرض فهلكت كما هلكت الزجاجتان في يديك . فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الكرسي . وقوله { لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } إخبار بأن الجميع عبيده وفي ملكه ، وتحت قهره وسلطانه ، كقوله { إِن كُلُّ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ آتِى ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْداً لَّقَدْ أَحْصَـٰهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فَرْداً } مريم 93 95 . وقوله { مَن ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } كقوله { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ لاَ تُغْنِى شَفَـٰعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ } النجم 26 27 وكقوله { وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ } الأنبياء 28 وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل ، أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع لأحد عنده إلا بإذنه له في الشفاعة ، كما في حديث الشفاعة " آتي تحت العرش ، فأخر ساجداً ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني . ثم يقال ارفع رأسك ، وقل تسمع ، واشفع تشفع قال فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة " . وقوله { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } دليل على إحاطة علمه بجميع الكائنات ، ماضيها وحاضرها ومستقبلها ، كقوله إخباراً عن الملائكة { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } مريم 64 . وقوله { وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ } أي لا يطلع أحد من علم الله على شيء إلا بما أعلمه الله عز وجل وأطلعه عليه . ويحتمل أن يكون المراد لا يطلعون على شيء من علم ذاته وصفاته ، إلا بما أطلعهم الله عليه ، كقوله { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } طه 110 . وقوله { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } ، قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن إدريس عن مطرف بن طريف ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } قال علمه ، وكذا رواه ابن جرير من حديث عبد الله بن إدريس وهشيم ، كلاهما عن مطرف بن طريف به ، قال ابن أبي حاتم وروي عن سعيد بن جبير مثله ، ثم قال ابن جرير وقال آخرون الكرسي موضع القدمين ، ثم رواه عن أبي موسى والسدي والضحاك ومسلم البطين . وقال شجاع بن مخلد في تفسيره أخبرنا أبو عاصم ، عن سفيان ، عن عمار الذهبي ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } ؟ قال " كرسيه موضع قدميه ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل " كذا أورد هذا الحديث الحافظ أبو بكر بن مردويه من طريق شجاع بن مخلد الفلاس ، فذكره ، وهو غلط ، وقد رواه وكيع في تفسيره حدثنا سفيان عن عمار الذهبي ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر أحد قدره . وقد رواه الحاكم في مستدركه عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، عن محمد بن معاذ ، عن أبي عاصم ، عن سفيان ، وهو الثوري ، بإسناده عن ابن عباس موقوفاً مثله ، وقال صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه . وقد رواه ابن مردويه من طريق الحاكم بن ظهير الفزاري الكوفي ، وهو متروك ، عن السدي ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، مرفوعاً ، ولا يصح أيضاً . وقال السدي ، عن أبي مالك الكرسي تحت العرش ، وقال السدي السموات والأرض في جوف الكرسي ، والكرسي بين يدي العرش . وقال الضحاك عن ابن عباس لو أن السموات السبع والأرضين السبع ، بسطن ، ثم وصلن بعضهن إلى بعض ، ما كن في سعة الكرسي إلا بمنزلة الحلقة في المفازة ، ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم ، وقال ابن جرير حدثني يونس ، أخبرني ابن وهب قال قال ابن زيد حدثني أبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس " قال وقال أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهراني فلاة من الأرض " . وقال أبو بكر بن مردويه أخبرنا سليمان بن أحمد ، أخبرنا عبد الله بن وهيب المقري ، أخبرنا محمد ابن أبي السري العسقلاني ، أخبرنا محمد بن عبد الله التميمي ، عن القاسم بن محمد الثقفي ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي ذر الغفاري ، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكرسي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي ، إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة " ، وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا زهير ، حدثنا ابن أبي بكر ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الله بن خليفة ، عن عمر رضي الله عنه ، قال أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ادع الله أن يدخلني الجنة ، قال فعظم الرب تبارك وتعالى ، وقال " إن كرسيه وسع السموات والأرض ، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد من ثقله " وقد رواه الحافظ البزار في مسنده المشهور ، وعبد بن حميد وابن جرير في تفسيريهما ، والطبراني وابن أبي عاصم في كتابي السنة لهما ، والحافظ الضياء في كتابه المختار ، من حديث أبي إسحاق السبيعي ، عن عبد الله بن خليفة ، وليس بذاك المشهور ، وفي سماعه من عمر نظر . ثم منهم من يرويه عنه عن عمر موقوفاً ، ومنهم من يرويه عنه مرسلاً ، ومنهم من يزيد في متنه زيادة غريبة ، ومنهم من يحذفها . وأغرب من هذا حديث جبير بن مطعم في صفة العرش كما رواه أبو داود في كتابه السنة من سننه ، والله أعلم . وقد روى ابن مردويه وغيره أحاديث عن بريدة وجابر وغيرهما في وضع الكرسي يوم القيامة لفصل القضاء ، والظاهر أن ذلك غير المذكور في هذه الآية ، وقد زعم بعض المتكلمين على علم الهيئة من الإسلاميين ، أن الكرسي عندهم هو الفلك الثامن ، وهو فلك الثوابت الذي فوقه الفلك التاسع ، وهو الفلك الأثير ، ويقال له الأطلس ، وقد رد ذلك عليهم آخرون . وروى ابن جرير من طريق جويبر عن الحسن البصري أنه كان يقول الكرسي هو العرش ، والصحيح أن الكرسي غير العرش ، والعرش أكبر منه ، كما دلت على ذلك الآثار والأخبار ، وقد اعتمد ابن جرير على حديث عبد الله بن خليفة عن عمر في ذلك ، وعندي في صحته نظر ، والله أعلم . وقوله { وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا } أي لا يثقله ولا يكرثه حفظ السموات والأرض ، ومن فيهما ، ومن بينهما ، بل ذلك سهل عليه ، يسير لديه ، وهو القائم على كل نفس بما كسبت ، الرقيب على جميع الأشياء ، فلا يعزب عنه شيء ، ولا يغيب عنه شيء ، والأشياء كلها حقيرة بين يديه ، متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه ، محتاجة فقيرة ، وهو الغني الحميد ، الفعال لما يريد ، الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، وهو القاهر لكل شيء ، الحسيب على كل شيء ، الرقيب العلي العظيم ، لا إله غيره ، ولا رب سواه ، فقوله { وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْعَظِيمُ } كقوله { وَهُوَ ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ } الرعد 9 وهذه الآيات وما في معناها من الأحاديث الصحاح الأجود فيها طريقة السلف الصالح ، أمروها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه .