Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 93-93)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعدد سبحانه وتعالى عليهم خطأهم ، ومخالفتهم للميثاق ، وعتوهم وإعراضهم عنه ، حتى رفع الطور عليهم حتى قبلوه ، ثم خالفوه ، ولهذا { قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا } وقد تقدم تفسير ذلك { وَأُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } قال عبد الرزاق ، عن معمر عن قتادة { وَأُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } قال أشربوا حبه ، حتى خلص ذلك إلى قلوبهم ، وكذا قال أبو العالية والربيع بن أنس ، وقال الإمام أحمد حدثنا عصام بن خالد ، حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني ، عن خالد بن محمد الثقفي ، عن بلال بن أبي الدرداء ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " حبك الشيء يعمي ويصم " ورواه أبو داود عن حيوة بن شريح ، عن بقية ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم به ، وقال السدي أخذ موسى عليه السلام العجل ، فذبحه بالمبرد ، ثم ذراه في البحر ، ثم لم يبق بحر يجري يومئذ إلا وقع فيه شيء ، ثم قال لهم موسى اشربوا منه ، فشربوا ، فمن كان يحبه خرج على شاربيه الذهب ، فذلك حين يقول الله تعالى { وَأُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ } وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن رجاء ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمارة بن عمير وأبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي رضي الله عنه ، قال عمد موسى إلى العجل ، فوضع عليه المبارد ، فبرده بها ، وهو على شاطىء نهر ، فما شرب أحد من ذلك الماء ممن كان يعبد العجل إلا اصفر وجهه مثل الذهب ، وقال سعيد بن جبير { وَأُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ } قال لما أحرق العجل ، برد ، ثم نسف ، فحسوا الماء حتى عادت وجوههم كالزعفران ، وحكى القرطبي عن كتاب القشيري أنه ما شرب أحد « منه » ممن عبد العجل إلا جن ، ثم قال القرطبي وهذا شيء غير ما ههنا ، لأن المقصود من هذا السياق أنه ظهر على شفاههم ووجوههم ، والمذكور ههنا أنهم أشربوا في قلوبهم العجل ، يعني في حال عبادتهم له ، ثم أنشد قول النابغة في زوجته عثمة @ تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمَةَ في فُؤادي فَباديهِ مع الخافِي يسيرُ تَغَلْغَلَ حَيْثُ لَمْ يَبْلُغْ شَرابٌ ولا حُزْنٌ ولم يَبْلُغْ سُرورُ أَكادُ إِذا ذَكَرْتُ العَهْدَ مِنْها أَطيرُ لَوْ انْ إِنْساناً يَطِيرُ @@ وقوله { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَـٰنُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } أي بئسما تعتمدونه في قديم الدهر وحديثه من كفركم بآيات الله ، ومخالفتكم الأنبياء ، ثم اعتمادكم في كفركم بمحمد صلى الله عليه وسلم وهذا أكبر ذنوبكم ، وأشد الأمر عليكم إذ كفرتم بخاتم الرسل ، وسيد الأنبياء والمرسلين ، المبعوث إلى الناس أجمعين ، فكيف تدّعون لأنفسكم الإيمان ، وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة من نقضكم المواثيق ، وكفركم بآيات الله ، وعبادتكم العجل من دون الله ؟ .