Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 57-59)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن فرعون أنه قال لموسى حين أراه الآية الكبرى ، وهي إلقاء عصاه فصارت ثعباناً عظيماً ، ونزع يده من تحت جناحه فخرجت بيضاء من غير سوء ، فقال هذا سحر جئت به لتسحرنا وتستولي به على الناس فيتبعونك ، وتكاثرنا بهم ، ولا يتم هذا معك ، فإن عندنا سحراً مثل سحرك ، فلا يغرنك ما أنت فيه ، { فَٱجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً } أي يوماً نجتمع نحن وأنت فيه ، فنعارض ما جئت به بما عندنا من السحر ، في مكان معين ووقت معين ، فعند ذلك { قَالَ } لهم موسى { مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ٱلزِّينَةِ } وهو يوم عيدهم ونيروزهم وتفرغهم من أعمالهم واجتماعهم جميعهم ليشاهد الناس قدرة الله على ما يشاء ، ومعجزات الأنبياء ، وبطلان معارضة السحر لخوارق العادات النبوية ، ولهذا قال { وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ } أي جميعهم { ضُحًى } أي ضحوة من النهار ، ليكون أظهر وأجلى ، وأبين وأوضح ، وهكذا شأن الأنبياء ، كل أمرهم بين واضح ، ليس فيه خفاء ولا ترويج ، ولهذا لم يقل ليلاً ، ولكن نهاراً ضحى ، قال ابن عباس وكان يوم الزينة يوم عاشوراء . وقال السدي وقتادة وابن زيد كان يوم عيدهم . وقال سعيد بن جبير كان يوم سوقهم ، ولا منافاة . قلت وفي مثله أهلك الله فرعون وجنوده ، كما ثبت في الصحيح ، وقال وهب بن منبه قال فرعون يا موسى اجعل بيننا وبينك أجلاً ننظر فيه ، قال موسى لم أومر بهذا ، إنما أمرت بمناجزتك ، إن أنت لم تخرج ، دخلت إليك ، فأوحى الله إلى موسى أن اجعل بينك وبينه أجلاً ، وقل له أن يجعل هو ، قال فرعون اجعله إلى أربعين يوماً ، ففعل ، وقال مجاهد وقتادة مكاناً سوى منصفاً . وقال السدي عدلاً . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مكاناً سوى مستو بين الناس وما فيه لا يكون صوب ولا شيء يتغيب بعض ذلك عن بعض مستو حين يرى .