Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 92-94)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن موسى عليه السلام حين رجع إلى قومه ، فرأى ما قد حدث فيهم من الأمر العظيم ، فامتلأ عند ذلك غضباً ، وألقى ما كان في يده من الألواح الإلهية ، وأخذ برأس أخيه يجره إليه ، وقد قدمنا في سورة الأعراف بسط ذلك ، وذكرنا هناك حديث " ليس الخبر كالمعاينة " وشرع يلوم أخاه هارون ، فقال { مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوۤاْ أَلاَّ تَتَّبِعَنِ } أي فتخبرني بهذا الأمر أول ما وقع { أَفَعَصَيْتَ أَمْرِى } أي فيما كنت قدمت إليك ، وهو قوله { ٱخْلُفْنِى فِى قَوْمِى وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ ٱلْمُفْسِدِينَ } الأعراف 142 { قَالَ يَبْنَؤُمَّ } ترقق له بذكر الأم مع أنه شقيقه لأبويه لأن ذكر الأم ههنا أرق وأبلغ في الحنو والعطف ، ولهذا قال { يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلاَ بِرَأْسِى } الآية ، هذا اعتذار من هارون عند موسى في سبب تأخره عنه حيث لم يلحقه فيخبره بما كان من هذا الخطب الجسيم ، قال { إِنِّى خَشِيتُ } أن أتبعك ، فأخبرك بهذا ، فتقول لي لم تركتهم وحدهم ، وفرقت بينهم { وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِى } أي وما راعيت ما أمرتك به حيث استخلفتك فيهم ؟ قال ابن عباس وكان هارون هائباً مطيعاً له .