Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 26-29)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى رداً على من زعم أن له تعالى وتقدس ولداً من الملائكة ، كمن قال ذلك من العرب إن الملائكة بنات الله ، فقال { سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } أي الملائكة عباد الله ، مكرمون عنده في منازل عالية ومقامات سامية ، وهم له في غاية الطاعة قولاً وفعلاً ، { لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } أي لا يتقدمون بين يديه بأمر ، ولا يخالفونه فيما أمرهم به ، بل يبادرون إلى فعله ، وهو تعالى علمه محيط بهم ، فلا يخفى عليه منهم خافية { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } . وقوله { وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ } كقوله { مَن ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } البقرة 255 . وقوله { وَلاَ تَنفَعُ ٱلشَّفَـٰعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } سبأ 23 في آيات كثيرة في معنى ذلك ، { وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ } أي خوفه ورهبته { مُشْفِقُونَ وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّيۤ إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ } أي من ادعى منهم أنه إله من دون الله ، أي مع الله ، { فَذٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلظَّـٰلِمِينَ } أي كل من قال ذلك ، وهذا شرط ، والشرط لا يلزم وقوعه ، كقوله { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَـٰبِدِينَ } الزخرف 81 ، وقوله { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } الزمر 65 .