Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 15-16)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن عباس من كان يظن أن لن ينصر الله محمداً صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، فليمدد بسبب ، أي بحبل { إِلَى ٱلسَّمَآءِ } أي سماء بيته { ثُمَّ لْيَقْطَعْ } يقول ثم ليختنق به ، وكذا قال مجاهد وعكرمة وعطاء وأبو الجوزاء وقتادة وغيرهم ، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم { فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَآءِ } أي ليتوصل إلى بلوغ السماء ، فإن النصر إنما يأتي محمداً من السماء { ثُمَّ لْيَقْطَعْ } ذلك عنه ، إن قدر على ذلك ، وقول ابن عباس وأصحابه أولى وأظهر في المعنى ، وأبلغ في التهكم ، فإن المعنى من كان يظن أن الله ليس بناصر محمداً وكتابه ودينه ، فليذهب فليقتل نفسه إن كان ذلك غائظه فإن الله ناصره لا محالة ، قال الله تعالى { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ } غافر 51 الآية ، ولهذا قال { فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ } قال السدي يعني من شأن محمد صلى الله عليه وسلم وقال عطاء الخراساني فلينظر هل يشفي ذلك ما يجد في صدره من الغيط ؟ وقوله { وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ } أي القرآن { ءَايَـٰتٍ بَيِّنَـٰتٍ } أي واضحات في لفظها ومعناها ، حجة من الله على الناس ، { وَأَنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يُرِيدُ } أي يضل من يشاء ، ويهدي من يشاء ، وله الحكمة التامة والحجة القاطعة في ذلك " لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـأَلُونَ " الأنبياء 23 أما هو ، فلحكمته ورحمته وعدله وعلمه وقهره وعظمته لا معقب لحكمه ، وهو سريع الحساب .