Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 55-57)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن الكفار أنهم لا يزالون في مرية ، أي في شك من هذا القرآن ، قاله ابن جريج ، واختاره ابن جرير . وقال سعيد بن جبير وابن زيد منه ، أي مما ألقى الشيطان ، { حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً } قال مجاهد فجأة ، وقال قتادة { بَغْتَةً } بغت القوم أمر الله ، وما أخذ الله قوماً قط إلا عند سكرتهم وغرتهم ونعمتهم ، فلا تغتروا بالله ، إنه لايغتر بالله إلا القوم الفاسقون . وقوله { أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ } قال مجاهد قال أبي بن كعب هو يوم بدر ، وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وقتادة وغير واحد ، واختاره ابن جرير . قال عكرمة ومجاهد في رواية عنهما هو يوم القيامة ، لا ليل له ، وكذا قال الضحاك والحسن البصري ، وهذا القول هو الصحيح ، وإن كان يوم بدر من جملة ما أوعدوا به ، لكن هذا هو المراد ، ولهذا قال { ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ للَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } كقوله { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ } الفاتحة 4 . وقوله { ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ عَسِيراً } الفرقان 26 . { فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ } أي آمنت قلوبهم ، وصدقوا بالله ورسوله ، وعملوا بمقتضى ما علموا ، وتوافق قلوبهم وأقوالهم وأعمالهم { فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ } أي لهم النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول ولا يبيد { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـآيـٰتِنَا } أي كفرت قلوبهم بالحق ، وجحدوا به ، وكذبوا به ، وخالفوا الرسل ، واستكبروا عن اتباعهم { فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } أي مقابلة استكبارهم وإعراضهم عن الحق كقوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } غافر 60 أي صاغرين .