Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 50-50)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن عبده ورسوله عيسى بن مريم عليهما السلام أنه جعلهما آية للناس ، أي حجة قاطعة على قدرته على ما يشاء ، فإنه خلق آدم من غير أب ولا أم ، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى ، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر ، وخلق بقية الناس من ذكر وأنثى . وقوله { وَءَاوَيْنَـٰهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } قال الضحاك عن ابن عباس الربوة المكان المرتفع من الأرض ، وهو أحسن ما يكون فيه النبات ، وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وقتادة . قال ابن عباس وقوله { ذَاتِ قَرَارٍ } يقول ذات خصب { وَمَعِينٍ } يعني ماء ظاهراً ، وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وقتادة . وقال مجاهد ربوة مستوية ، وقال سعيد بن جبير { ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } استوى الماء فيها . وقال مجاهد وقتادة { وَمَعِينٍ } الماء الجاري . ثم اختلف المفسرون في مكان هذه الربوة من أي أرض هي ؟ فقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ليس الربى إلا بمصر ، والماء حين يسيل يكون الربى عليها القرى ، ولولا الربى ، غرقت القرى ، وروي عن وهب بن منبه نحو هذا ، وهو بعيد جداً . وقال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء ، حدثنا سفيان ، عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى { وَءَاوَيْنَـٰهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } قال هي دمشق ، قال وروي عن عبد الله بن سلام والحسن وزيد بن أسلم وخالد بن معدان نحو ذلك . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس { ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } قال أنهار دمشق . وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد { وَءَاوَيْنَـٰهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ } قال عيسى بن مريم وأمه حين أويا إلى غوطة دمشق وما حولها . وقال عبد الرزاق عن بشر بن رافع عن أبي عبد الله بن عم أبي هريرة قال سمعت أبا هريرة يقول في قول الله تعالى { إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } قال هي الرملة من فلسطين . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي ، حدثنا رواد بن الجراح ، حدثنا عباد بن عباد الخواص أبو عتبة ، حدثنا السيباني عن ابن وعلة عن كريب السحولي عن مرة البَهْزِي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرجل " إنك تموت بالربوة " فمات بالرملة ، وهذا حديث غريب جداً . وأقرب الأقوال في ذلك ما رواه العوفي عن ابن عباس في قوله { وَءَاوَيْنَـٰهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } قال المعين الماء الجاري ، وهوالنهر الذي قال الله تعالى { قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً } مريم 24 وكذا قال الضحاك وقتادة { إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } وهو بيت المقدس ، فهذا ــــ والله أعلم ــــ هو الأظهر لأنه المذكور في الآية الأخرى والقرآن يفسر بعضه بعضاً ، وهذا أولى ما يفسر به ، ثم الأحاديث الصحيحة ، ثم الآثار .