Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 10-22)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عما أمر به عبده ورسوله وكليمه موسى بن عمران عليه السلام حين ناداه من جانب الطور الأيمن ، وكلمه وناجاه ، وأرسله واصطفاه ، وأمره بالذهاب إلى فرعون وملئه ، ولهذا قال تعالى { أَنِ ٱئْتَ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ قَالَ رَبِّ إِنِّى أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِى وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِى فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَـٰرُونَ وَلَهُمْ عَلَىَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } هذه أعذار سأل الله إزاحتها عنه ، كما قال في سورة طه { قَالَ رَبِّ ٱشْرَحْ لِى صَدْرِى وَيَسِّرْ لِىۤ أَمْرِى } ــــ إلى قوله ــــ { قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ } طه 25 ــــ 36 . وقوله تعالى { وَلَهُمْ عَلَىَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } أي بسبب قتل ذلك القبطي الذي كان سبب خروجه من بلاد مصر { قَالَ كَلاَّ } أي قال الله له لا تخف من شيء من ذلك كقوله { قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَـٰناً } ــــ أي برهاناً ــــ { فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِـآيَـٰتِنَآ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَٰلِبُونَ } القصص 35 { فَٱذْهَبَا بِآيَاتِنَآ إِنَّا مَعَكُمْ مُّسْتَمِعُونَ } كقوله { إِنَّنِى مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ } طه 46 أي إنني معكما بحفظي وكلاءتي ، ونصري وتأييدي { فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } كقوله في الآية الأخرى { إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ } طه 47 أي كل منا أرسل إليك { أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِىۤ إِسْرَٰءِيلَ } أي أطلقهم من إسارك وقبضتك وقهرك وتعذيبك ، فإنهم عباد الله المؤمنون ، وحزبه المخلصون ، وهم معك في العذاب المهين ، فلما قال له موسى ذلك ، أعرض فرعون هنالك بالكلية ، ونظر إليه بعين الازدراء والغمص ، فقال { أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً } ؟ الآية ، أي أما أنت الذي ربيناه فينا ، وفي بيتنا وعلى فراشنا ، وغَذَّيناه وأنعمنا عليه مدة من السنين ، ثم بعد هذا قابلت ذلك الإحسان بتلك الفعلة أن قتلت منا رجلاً ، وجحدت نعمتنا عليك ، ولهذا قال { وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ } أي الجاحدين . قاله ابن عباس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، واختاره ابن جرير ، { قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً } أي في تلك الحال { وَأَنَاْ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ } أي قبل أن يوحى إلي ، وينعم الله علي بالرسالة والنبوة . قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وقتادة والضحاك وغيرهم { وَأَنَاْ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ } أي الجاهلين . قال ابن جريج وهو كذلك في قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، { فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ } الآية ، أي انفصل الحال الأول ، وجاء أمر آخر ، فقد أرسلني الله إليك ، فإن أطعته سلمت ، وإن خالفته عطبت ، ثم قال موسى { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَىَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِى إِسْرَٰءِيلَ } أي وما أحسنت إلي وربيتني مقابل ما أسأت إلى بني إسرائيل ، فجعلتهم عبيداً وخدماً تصرفهم في أعمالك ومشاق رعيتك ، أفيفي إحسانك إلى رجل واحد منهم بما أسأت إلى مجموعهم ؟ أي ليس ما ذكرته شيئاً بالنسبة إلى ما فعلت بهم .