Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 71-75)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن المشركين في سؤالهم عن يوم القيامة ، واستبعادهم وقوع ذلك { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } قال الله تعالى مجيباً لهم { قُلْ } يا محمد { عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } قال ابن عباس أن يكون قرب ، أو أن يقرب لكم بعض الذي تستعجلون ، وهكذا قال مجاهد والضحاك وعطاء الخراساني وقتادة والسدي ، وهذا هو المراد بقوله تعالى { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا } الإسراء 51 وقال تعالى { يَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَـٰفِرِينَ } العنكبوت 54 وإنما دخلت اللام في قوله { رَدِفَ لَكُم } لأنه ضمن معنى عجل لكم كما قال مجاهد في رواية عنه { عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم } عجل لكم . ثم قال الله تعالى { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } أي في إسباغه نعمه عليهم ، مع ظلمهم لأنفسهم ، وهم مع ذلك لا يشكرونه على ذلك ، إلا القليل منهم ، { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } أي يعلم الضمائر والسرائر كما يعلم الظواهر ، { سَوَآءٌ مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ } الرعد 10 { يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى } طه 7 { أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } هود 5 ثم أخبر تعالى بأنه عالم غيب السموات والأرض ، وأنه عالم الغيب والشهادة ، وهو ما غاب عن العباد ، وما شاهدوه ، فقال تعالى { وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ } قال ابن عباس يعني وما من شيء { فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ } وهذه كقوله { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّ ذٰلِكَ فِي كِتَـٰبٍ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } الحج 70 .