Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 21-24)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما أخبره ذلك الرجل بما تمالأ عليه فرعون ودولته في أمره ، خرج من مصر وحده ، ولم يألف ذلك قبله ، بل كان في رفاهية ونعمة ورياسة ، { فَخَرَجَ مِنْهَا خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ } أي يتلفت { قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } أي من فرعون وملئه ، فذكروا أن الله سبحانه وتعالى بعث إليه ملكاً على فرس ، فأرشده إلى الطريق ، فالله أعلم { وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ } ، أي أخذ طريقاً سالكاً مهيعاً ، فرح بذلك { قَالَ عَسَىٰ رَبِّيۤ أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } أي الطريق الأقوم ، ففعل الله به ذلك ، وهداه إلى الصراط المستقيم في الدنيا والآخرة ، فجعله هادياً مهدياً ، { وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ } أي لما وصل إلى مدين ، وورد ماءها ، وكان لها بئر يرده رعاء الشاء ، { وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ } أي جماعة يسقون ، { وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمْرَأَتَينِ تَذُودَانِ } أي تكفكفان غنمهما أن ترد مع غنم أولئك الرعاء لئلا يؤذيا ، فلما رآهما موسى عليه السلام ، رق لهما ورحمهما { قَالَ مَا خَطْبُكُمَا } أي ما خبركما لا تردان مع هؤلاء ؟ { قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ } أي لا يحصل لنا سقي إلا بعد فراغ هؤلاء ، { وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ } أي فهذا الحال الملجىء لنا إلى ما ترى ، قال الله تعالى { فَسَقَىٰ لَهُمَا } قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله ، أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين ، وجد عليه أمة من الناس يسقون ، قال فلما فرغوا ، أعادوا الصخرة على البئر ، ولا يطيق رفعها إلاَّ عشرة رجال ، فإذا هو بامرأتين تذودان ، قال ما خطبكما ؟ فحدثتاه ، فأتى الحجر فرفعه ، ثم لم يستق إلا ذنوباً واحداً حتى رويت الغنم ، إسناد صحيح . وقوله تعالى { ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } قال ابن عباس سار موسى من مصر إلى مدين ليس له طعام إلا البقل وورق الشجر ، وكان حافياً ، فما وصل إلى مدين حتى سقطت نعل قدميه ، وجلس في الظل ، وهو صفوة الله من خلقه ، وإن بطنه للاصق بظهره من الجوع ، وإن خضرة البقل لترى من داخل جوفه ، وإنه لمحتاج إلى شق تمرة ، وقوله { إِلَى ٱلظِّلِّ } قال ابن عباس وابن مسعود والسدي جلس تحت شجرة . وقال ابن جرير حدثني الحسين بن عمرو العنقزي ، حدثنا أبي ، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله ــــ هو ابن مسعود ــــ قال حثثت على جمل ليلتين حتى صبحت مدين ، فسألت عن الشجرة التي أوى إليها موسى ، فإذا هي شجرة خضراء ترف ، فأهوى إليها جملي ، وكان جائعاً ، فأخذها جملي فعالجها ساعة ، ثم لفظها ، فدعوت الله لموسى عليه السلام ثم انصرفت . وفي رواية عن ابن مسعود أنه ذهب إلى الشجرة التي كلم الله منها موسى ، كما سيأتي إن شاء الله ، فالله أعلم . وقال السدي كانت الشجرة من شجر السمر . وقال عطاء بن السائب لما قال موسى { رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } ، أسمع المرأة .