Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 1-4)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قد ذكرنا الحديث الوارد في أن اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } و { الۤمۤ ٱللَّهُ لاَۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } عند تفسير آية الكرسي ، وقد تقدم الكلام على قوله { الۤمۤ } في أول سورة البقرة بما يغني عن إعادته ، وتقدم الكلام على قوله { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } في تفسير آية الكرسي . وقوله تعالى { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ } يعني نزل عليك القرآن يا محمد بالحق ، أي لا شك فيه ولا ريب ، بل هو منزل من عند الله ، أنزله بعلمه ، والملائكة يشهدون ، وكفى بالله شهيداً ، وقوله { مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } أي من الكتب المنزلة قبله من السماء على عباد الله والأنبياء ، فهي تصدقه بما أخبرت به ، وبشرت في قديم الزمان ، وهو يصدقها لأنه طابق ما أخبرت به وبشرت من الوعد من الله بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم وإنزال القرآن العظيم عليه . وقوله { وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ } أي على موسى بن عمران ، { وَٱلإْنْجِيلُ } أي على عيسى بن مريم عليهما السلام ، { مِن قَبْلُ } أي من قبل هذا القرآن { هُدًى لِّلنَّاسِ } أي في زمانهما . { وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ } وهو الفارق بين الهدى والضلال ، والحق والباطل ، والغي والرشاد بما يذكره الله تعالى من الحجج والبينات والدلائل الواضحات ، والبراهين القاطعات ، ويبينه ويوضحه ، ويفسره ويقرره ، ويرشد إليه ، وينبه عليه من ذلك . وقال قتادة والربيع بن أنس الفرقان ههنا القرآن . واختار ابن جرير أنه مصدر ههنا لتقدم ذكر القرآن في قوله { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ } وهو القرآن . وأما ما رواه ابن أبي حاتم عن أبي صالح ، أن المراد بالفرقان ههنا التوراة ، فضعيف أيضاً لتقدم ذكر التوراة ، والله أعلم . وقوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأيَـٰتِ ٱللَّهِ } أي جحدوا بها وأنكروها وردوها بالباطل ، { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي يوم القيامة ، { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ } أي منيع الجناب ، عظيم السلطان ، { ذُو ٱنتِقَامٍ } أي ممن كذب بآياته ، وخالف رسله الكرام وأنبياءه العظام .