Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 11-13)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى مخبراً عن ذلك الحال حين نزلت الأحزاب حول المدينة ، والمسلمون محصورون في غاية الجهد والضيق ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم أنهم ابتلوا واختبروا وزلزلوا زلزالاً شديداً ، فحينئذ ظهر النفاق ، وتكلم الذين في قلوبهم مرض بما في أنفسهم { وَإِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً } أما المنافق ، فنجم نفاقه ، والذي في قلبه شبهة أو حسيكة لضعف حاله ، فتنفس بما يجده من الوسواس في نفسه لضعف إِيمانه وشدة ماهو فيه من ضيق الحال ، وقوم آخرون قالوا كما قال الله تعالى { وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ يٰأَهْلَ يَثْرِبَ } يعني المدينة . كما جاء في الصحيح " أريت في المنام دار هجرتكم ، أرض بين حرتين ، فذهب وهلي أنها هجر ، فإِذا هي يثرب " وفي لفظ المدينة . فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد حدثنا إِبراهيم بن مهدي ، حدثنا صالح بن عمر عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن البراء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سمى المدينة يثرب ، فليستغفر الله تعالى ، إِنما هي طابة هي طابة " تفرد به الإمام أحمد ، وفي إِسناده ضعف ، والله أعلم . ويقال إنما كان أصل تسميتها يثرب برجل نزلها من العماليق يقال له يثرب بن عبيد بن مهلاييل بن عوص بن عملاق بن لاوذ بن إِرم بن سام بن نوح ، قاله السهيلي . قال وروي عن بعضهم أنه قال إِن لها في التوراة أحد عشر اسماً المدينة وطابة وطيبة والمسكينة والجابرة والمحبة والمحبوبة والقاصمة والمجبورة والعذراء والمرحومة . وعن كعب الأحبار قال إِنا نجد في التوراة يقول الله تعالى للمدينة ياطيبة وياطابة ويامسكينة لا تُقلي الكنوز ، أرفع أحاجرك على أحاجر القرى . وقوله { يٰأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ } أي ههنا ، يعنون عند النبي صلى الله عليه وسلم في مقام المرابطة ، { فَٱرْجِعُواْ } أي إِلى بيوتكم ومنازلكم ، { وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ ٱلنَّبِيَّ } قال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما هم بنو حارثة قالوا بيوتنا نخاف عليها السراق ، وكذا قال غير واحد ، وذكر ابن إِسحاق أن القائل لذلك هو أوس بن قيظي ، يعني اعتذروا في الرجوع إِلى منازلهم بأنها عورة ، أي ليس دونها ما يحجبها من العدو ، فهم يخشون عليها منهم ، قال الله تعالى { وَمَا هِىَ بِعَوْرَةٍ } أي ليست كما يزعمون ، { إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً } أي هرباً من الزحف .