Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 18-19)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن إِحاطة علمه بالمعوقين لغيرهم عن شهود الحرب ، والقائلين لإخوانهم ، أي أصحابهم وعشرائهم وخلطائهم { هَلُمَّ إِلَيْنَا } أي إِلى ما نحن فيه من الإقامة في الظلال والثمار ، وهم مع ذلك { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } أي بخلاء بالمودة والشفقة عليكم . وقال السدي { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } أي في الغنائم ، { فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِى يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } أي من شدة خوفه وجزعه ، وهكذا خوف هؤلاء الجبناء من القتال ، { فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } أي فإِذا كان الأمن ، تكلموا كلاماً بليغاً فصيحاً عالياً ، وادعوا لأنفسهم المقامات العالية في الشجاعة والنجدة ، وهم يكذبون في ذلك ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما { سَلَقُوكُمْ } أي استقبلوكم . وقال قتادة أما عند الغنيمة ، فأشح قوم ، وأسوؤه مقاسمة أعطونا أعطونا ، قد شهدنا معكم ، وأما عند البأس ، فأجبن قوم ، وأخذله للحق ، وهم مع ذلك أشحة على الخير ، أي ليس فيهم خير ، قد جمعوا الجبن والكذب وقلة الخير ، فهم كما قال في أمثالهم الشاعر @ أَفِي السِّلْمِ أَعْياراً جَفاءً وغِلْظَةً وفي الحَرْبِ أمثالَ النساءِ العوارِكِ @@ أي في حال المسالمة كأنهم الحمر ، والأعيار جمع عير ، وهو الحمار ، وفي الحرب كأنهم النساء الحيض ، ولهذا قال تعالى { أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } أي سهلاً هيناً عنده .