Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 30-31)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى واعظاً نساء النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي اخترن الله ورسوله والدار الآخرة ، واستقر أمرهن تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم فناسب أن يخبرهن بحكمهن وتخصيصهن دون سائر النساء بأن من يأت منهن بفاحشة مبينة . قال ابن عباس رضي الله عنهما وهي النشوز وسوء الخلق ، وعلى كل تقدير فهو شرط ، والشرط لا يقتضي الوقوع كقوله تعالى { وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } الزمر 65 وكقوله عز وجل { وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأنعام 88 { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَـٰبِدِينَ } الزخرف 81 { لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاَّصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ سُبْحَـٰنَهُ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْوَٰحِدُ ٱلْقَهَّارُ } الزمر 4 فلما كانت محلتهن رفيعة ، ناسب أن يجعل الذنب لو وقع منهن مغلظاً صيانة لجنابهن وحجابهن الرفيع ، ولهذا قال تعالى { مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } قال مالك عن زيد بن أسلم { يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } قال في الدنيا والآخرة ، وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله ، { وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } أي سهلاً هيناً ، ثم ذكر عدله وفضله في قوله { وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ } أي يطع الله ورسوله ويستجب ، { نُّؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً } أي في الجنة فإِنهن في منازل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين ، فوق منازل جميع الخلائق ، في الوسيلة التي هي أقرب منازل الجنة إِلى العرش .