Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 55-55)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما أمر تبارك وتعالى النساء بالحجاب من الأجانب ، بين أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب منهم ، كما استثناهم في سورة النور عند قوله تعالى { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِىۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَٰتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّـٰبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى ٱلإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَٰتِ ٱلنِّسَآءِ } النور 31 وفيها زيادات على هذه ، وقد تقدم تفسيرها والكلام عليها بما أغنى عن إعادته ههنا . وقد سأل بعض السلف فقال لِمَ لْم يذكر العم والخال في هاتين الآيتين ؟ فأجاب عكرمة والشعبي بأنهما لم يذكرا لأنهما قد يصفان ذلك لبنيهما . قال ابن جرير حدثني محمد بن المثنى ، حدثنا حجاج بن منهال ، حدثنا حماد ، حدثنا داود عن الشعبي وعكرمة في قوله تعالى { لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِىۤ ءَابَآئِهِنَّ } الآية ، قلت ما شأن العم والخال لم يذكرا ؟ قال لأنهما ينعتانها لأبنائهما ، وكرها أن تضع خمارها عند خالها وعمها . وقوله تعالى { وَلاَ نِسَآئِهِنَّ } يعنى بذلك عدم الاحتجاب من النساء المؤمنات . وقوله تعالى { مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } يعني به أرقاءهن من الذكور والإناث كما تقدم التنبيه عليه ، وإيراد الحديث فيه ، قال سعيد بن المسيب إنما يعني به الإماء فقط ، رواه ابن أبي حاتم . وقوله تعالى { وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيءٍ شَهِيداً } أي واخشينه في الخلوة والعلانية ، فإنه شهيد على كل شيء ، لا تخفى عليه خافية ، فراقبن الرقيب .