Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 12-12)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى منبهاً على قدرته العظيمة في خلقه الأشياء المختلفة خلق البحرين العذب الزلال ، وهو هذه الأنهار السارحة بين الناس من كبار وصغار بحسب الحاجة إليها في الأقاليم والأمصار والعمران ، والبراري والقفار ، وهي عذبة سائغ شرابها لمن أراد ذلك ، { وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } أي مر ، وهو البحر الساكن الذي تسير فيه السفن الكبار ، وإنما تكون مالحة زعافاً مرة ، ولهذا قال { وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } أي مر . ثم قال تعالى { وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً } يعني السمك { وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } كما قال عز وجل { يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ فَبِأَىِّ ءَالاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِى ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلَـٰمِ } ؟ الرحمن 22 ــــ 23 وقوله جل وعلا { وَتَرَى ٱلْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ } أي تمخره وتشقه بحيزومها ، وهو مقدمها المسنم الذي يشبه جؤجؤ الطير ، وهو صدره ، وقال مجاهد تمخر الريح السفن ، ولا يمخر الريح من السفن إلا العظام . وقوله جل وعلا { لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } أي بأسفاركم بالتجارة من قطر إلى قطر وإقليم إلى إقليم { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي تشكرون ربكم على تسخيره لكم هذا الخلق العظيم ، وهو البحر ، تتصرفون فيه كيف شئتم ، تذهبون أين أردتم ، ولا يمتنع عليكم شيء منه ، بل بقدرته قد سخر لكم ما في السموات وما في الأرض ، الجميع من فضله ورحمته .